أطال لنا رب العالمين بقاءه ... سليما من الأهوال غير مبدل
وبوأه للنصر للدين جنة ... يجاور في روضاتها خير مرسل
وكان مما نقمه الرافضة المجوس على المتوكل - رحمه الله رحمة واسعة - مع ما سبق من نصرة السنة، وقمع المعتزلة: هدم المتوكل الدور والمشاهد التي أقامتها الرافضة عند الحسين بن علي رضي الله عنهما، لإقامة البدع والشنائع فيها.
هدمها - رحمه الله - ممتثلا في ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه:«ولا تدع قبرا مشرفا إلا سويته» رواه الإمام أحمد في "مسنده"(١ / ١٢٩) ومسلم في "صحيحه"(٩٦٩) وأبو داوود (٣٢١٨) والترمذي (١٠٤٩) والنسائي (٢٠٣١) وكان ذلك سنة (٢٣٦ هـ) . فلما فعل ذلك: ضجت الرافضة في العراق، ولهجت بسب المتوكل وشتمه وما زالوا إلى أن آل الأمر إلى صغير أفراخهم (المالكي) ، فتابع أجداده في ذلك، ورمى المتوكل رحمه الله بما قد رماه سلفه به.
اللهم ارحم المتوكل رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناتك، وأعظم له أجره، واغفر له ذنبه، وارفع درجاته في عليين، وألحقه بالنبيين صلى الله عليه وسلم والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.