ومستندهم في ذلك: قول الله تعالى: {مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلَادِ}[غافر: ٤] ونحوه، وقول النبي صلى الله عليه وسلم:«أبغض الرجال إلى الله: الألد الخصم» ، أخرجه البخاري (٤٥٢٣) ، ومسلم (٢٦٦٨) عن عائشة رضي الله عنها.
وقوله صلى الله عليه وسلم:«ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل، ثم قرأ:{مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا}[الزخرف: ٥٨] » ، أخرجه الترمذي (٣٢٥٣) وابن ماجه (٤٨) والحاكم (٤٤٧٢) وصححه، ووافقه الذهبي عن أبي أمامة رضي الله عنه.
ومن أقوال أئمة السلف الشهيرة في هذا الباب: * قول أبي قلابة رحمه الله: (لا تجالسوا أهل الأهواء، ولا تجادلوهم، فإني لا آمن أن يغمسوكم في الضلالة، أو يلبسوا عليكم في الدين بعض ما لبس عليهم) .
* وقول الحسن البصري، ومحمد بن سيرين:(لا تجالسوا أصحاب الأهواء، ولا تجادلوهم، ولا تسمعوا منهم) .
* وقول عون بن عبد الله بن عنبة بن مسعود الهذلي:(لا تجالسوا أهل القدر، ولا تخاصموهم، فإنهم يضربون القرآن بعضه ببعض) .
* وقول الفضيل بن عياض:(لا تجادلوا أهل الخصومات، فإنهم يخوضون في آيات الله) ، وهؤلاء كلهم قبل الإمام أحمد رحمهم الله.