للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عقائدهم فإذا هي مشتملة على كثير من المكفرات (١) فبعد أن أقاموا عليهم البرهان والدليل أمر الشريف مسعود قاضي الشرع أن يكتب حجة بكفرهم الظاهر ليعلم به الأول والآخر وأمر بسجن أولئك الملاحدة الأنذال (٢) ووضعهم في السلاسل والأغلال فسجن منهم جانبًا وفرَّ الباقون ووصلوا إلى الدرعية وأخبروا بما شاهدوا فعتى أمرهم واستكبر، ونأى عن هذا المقصد وتأخر حتى مضت دولة الشريف مسعود وأقيم بعده أخوه الشريف مساعد بن سعيد فأرسلوا في مدته يستأذنون في الحج فأبى وامتنع من الإذن لهم فضعفت عن الوصول مطامعهم فلما مضت دولة الشريف مساعد وتقلد الأمر أخوه الشريف أحمد بن سعيد أرسل أمير الدرعية جماعة من علمائه كما أرسل في المدة السابقة.

فلما اختبرهم علماء مكة وجدوهم لا يتدينون إلا بدين الزنادقة (٣) فأبى أن يقر لهم في حمى البيت الحرام قرار ولم يأذن لهم في الحج بعد أن ثبت عند العلماء أنهم كفار كما ثبت في دولة الشريف مسعود (٤) .

فلما أن ولي الشريف سرور أرسلوا أيضًا يستأذنونه في زيارة البيت المعمور فأجابهم: بأنكم إن أردتم الوصول آخذ منكم في كل سنة وعام صرمة مثل ما نأخذها من


(١) لم يذكر شيئًا من هذه المكفرات ولعلها هدم القباب ونبذ البدع والشركيات وفي كلامه هنا ما يدل على ذلك.
(٢) تأمل أخي القارئ وصف عالم مكة في زمانه لمخالفيه من المسلمين بـ (الملاحدة الأنذال) ثم هل هذه نتيجة سليمة لمن يناظرهم علماء الحرمين، أن تكون نتيجة المناظرة وختامها السجن والسلاسل والأغلال؟
(٣) من الذي اختبرهم؟ أما دينهم فهو مشهور معروف معلن في كتبهم وفتاواهم وأعمالهم وأقوالهم وواقعهم الذين يعيشونه في كيان ودولة ومجتمع إلى يومنا هذا، وهو دين الإسلام ومنهاج السنة، والعمل بشرع الله. أفيكون هذا دين الزنادقة؟!
(٤) لقد حكم بكفرهم، وأن منعهم من الحج لأنهم كفار. وهذا يقلب على أهل البدع سحرهم ودعواهم أن الإمام محمد بن عبد الوهاب وأتباعه يكفرون الناس وذلك ما لم يثبت إنما ثبت خلافه.
انظر: تفصيل ذلك في مسألة التكفير في المبحث التالي.
وبرهان ذلك أن الدولة السعودية حاملة لواء الدعوة حينما تمكنت من الحجاز في المرحلة الأولى والأخيرة وإلى الآن لم تمنع المسلمين حتى المخالفين للسنة من الحج والزيارة بل مكنتهم وسهلت لهم كل السبل ووفرت لهم الأمن لكنها قامت بواجبها شرعًا من إزالة مظاهر البدع والشركيات والمنكرات وكل ما لا يليق بالمقدسات. وهذا ما جعل بعض أهل البدع يمتنعون عن الحج ولم تمنعهم الدولة السعودية كما يزعمون.

<<  <   >  >>