للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأعاجم وآخذ منكم زيادة على ذلك مائة من الخيل الجياد فعظم عليهم تسليم هذا المقدار وأن يكونوا مثل العجم فامتنعوا من الحج في مدته (١) كلها فلما توفي وتولى سيدنا الشريف غالب أرسلوا أيضًا يستأذنون في الحج فمنعهم وتهددهم بالركوب عليهم وجعل ذلك القول، فعلًا فجهز عليهم جيشًا في سنة ألف ومائتين وخمسة (٢) واتصلت بينهم المحاربات والغزوات إلى أن انقضى تنفيذ مراد الله فيما أراد وسيأتي شرح تلك الغزوات والمحاربات بعد توضيح ما كانوا عليه من العقائد الزائغة التي كان تأسيسها من محمد بن عبد الوهاب (٣) .

وقد عاش من العمل سنين حتى كاد أن يعد من المنظرين فإن ولادته كانت سنة ألف ومائة وخمس عشرة، ووفاته سنة ألف ومائتين وسبعة وأرخ بعضهم وفاته بقوله: «بها هلاك الخبيث» (٤) فعمره اثنتان وتسعون سنة وخلف أولادًا أخبث (٥) منه قاموا بنشر دعوته بعده وأولاده هم عبد الله وحسن وحسين وعلي وكان عبد الله الأكبر فقام بالدعوة بعد أبيه، وخلف سليمان، وعبد الرحمن، وكان سليمان متعصبًا تعصبًا شديدًا في أمرهم قتله إبراهيم باشا سنة ثلاث وثلاثين، وعبد الرحمن قبض عليه وأرسله إلى مصر فعاش مدة ثم مات بمصر، وأما حسن بن محمد بن عبد الوهاب، فخلف عبد الرحمن وولي قضاء مكة في بعض السنين التي كانوا يحكمون فيها بمكة، وعُمِّر عبد الرحمن هذا حتى قارب المائة ومات قريبًا وخلَّف عبد اللطيف وأما حسين بن محمد بن عبد الوهاب فخلَّف أولادًا كثيرين وكذا علي بن محمد بن عبد الوهاب خلف


(١) وما تعليق الشيخ دحلان وأشياعه على ذلك، في أخذهم الجزية على أهل السنة!؟ .
(٢) ولماذا جهز لهم جيشًا لما استأذنوه في الحج وتهددهم؟ وهذا اعتراف بأنهم - خصوم الدعوة - هم البادءون بالقتال، كما سيأتي بيانه في مسألة القتال في المبحث التالي.
(٣) أخي القارئ أدعوك إلى النظر في عقائد الإمام ابن عبد الوهاب وأتباعه، ثم عقائد هذا المدعي وأشياعه أيهما الأحق بوصف الزيغ؟
(٤) لم يجد برهانًا علي هذا الوصف الشنيع إلا الطلاسم والدجل، والحمد لله الذي أعمى بصره وبصيرته عن الحقيقة وهي أن الإمام إنما توفي سنة ١٢٠٦ جزمًا وليس ١٢٠٧، ثم إن هذه المخارق الحسابية لا تثبت الحق ولا يرد بها الباطل، إنما طريق ذلك الكتاب والسنة ولما عجزوا عن رد الدليل الشرعي لجأوا إلى الطلاسم.
(٥) تأمل هذا التعبير فالله حسبنا ونعم الوكيل.

<<  <   >  >>