للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أولادًا كثيرين ولم يزل نسلهم باقيًا إلى الآن بالدرعية يسمونهم أولاد الشيخ.

وكان القائم بنصرة محمد بن عبد الوهاب ونشر عقيدته محمد بن سعود، ولما مات قام بعده بالأمر ولده عبد العزيز ثم ولده سعود.

وكان محمد بن عبد الوهاب في ابتداء أمره من طلبة العلم وكان يتردد على مكة والمدينة وأخذ عن كثير من علماء مكة والمدينة وممن أخذ عنه من علماء المدينة الشيخ محمد بن سليمان الكردي مؤلف حواشي شرح مختصر بافضل في مذهب الشافعي، وأخذ أيضًا عن الشيخ محمد حياة السندي من أكابر علماء الحنفية بالمدينة.

وكان الشيخان المذكوران وغيرهما من أشياخه الذين أخذ عنهم يتفرسون فيه الإلحاد والضلال ويقولون: سيضل هذا ويضل الله به من أبعده وأشقاه فكان الأمر كذلك، وما أخطأت فراستهم فيه (١) .

وكذا والده عبد الوهاب فإنه كان من العلماء الصالحين فكان يتفرس فيه الإلحاد ويذمه كثيرًا ويحذر الناس منه (٢) .

وكذا أخوه الشيخ سليمان بن عبد الوهاب فإنه أنكر عليه ما أحدثه من البدع والضلال والعقائد الزائغة وألف كتابًا في الرد عليه (٣) .

وكان في أول أمره مولعًا بمطالعة أخبار من ادعى النبوة كاذبًا كمسيلمة الكذاب وسجاح، والأسود العنسي، وطليحة الأسدي (٤) وأضرابهم فكان يضمر في نفسه دعوى النبوة ولو أمكنه إظهار هذه الدعوى لأظهرها (٥) .


(١) هذا كله من البهتان، بل الحاصل من شيوخه الإعجاب به والتنويه عن مواهبه ونجابته وصلاحه. وسيرته وحياته شاهده على هذا.
(٢) هذا كله من البهتان فكان أبوه يتفرس فيه النبوغ والنجابة، وكان شديد العناية به لذلك.
(٣) أخوه سليمان استقر أمره على نصر الدعوة ومؤازرة أخيه.
(٤) هذه فرية مكشوفة والواقع يكذبها.
(٥) وهذه أكبر من أختها فما الذي يدريه أو غيره ما يضمره الشيخ وهو أمر لا يعلمه إلا عَلاَّم الغيوب سبحانه.

<<  <   >  >>