للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فالواجب عليك: أن تعلم من دين الله، ما يصير لك سلاحاً، تقاتل به هؤلاء الشياطين، الذين قال إمامهم، ومقدمهم لربك عز وجل: {لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ - ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ} [الأعراف: ١٦ - ١٧] [سورة الأعراف، الآيات: ١٦ - ١٧] .

ثم قال: «والحاصل: أن كل ما ذكر عنا من الأشياء، غير دعوة الناس إلى التوحيد، والنهي عن الشرك، فكله من البهتان.

ومن أعجب ما جرى من الرؤساء المخالفين: أني لما بيّنت لهم كلام الله وما ذكر أهل التفسير في قوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ} [الإسراء: ٥٧] [سورة الإسراء، آية: ٥٧] ، وقوله: {وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ} [يونس: ١٨] [سورة يونس، آية: ١٨] ، وقوله: {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} [الزمر: ٣] [سورة الزمر، آية: ٣] ، وما ذكر الله من إقرار الكفار في قوله: {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمْ مَنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ} [يونس: ٣١] [سورة يونس، آية: ٣١] وغير ذلك.

قالوا: القرآن لا يجوز العمل به لنا، ولأمثالنا، ولا بكلام الرسول؛ ولا بكلام المتقدمين؛ ولا نطيع إلاّ ما ذكره المتأخرون.

قلت لهم: أنا أخاصم الحنفي، بكلام المتأخرين من الحنفية، والمالكي، والشافعي، والحنبلي، كل أخاصمه بكتب المتأخرين من علمائهم، الذين يعتمدون عليهم فلما أبوا ذلك، نقلت كلام العلماء من كل مذهب لأهله، وذكرت كل ما قالوا، بعدما صرحت الدعوة عند القبور، والنذر لها، فعرفوا ذلك، وتحققوه فلم يزدهم إلا نفورًا» .

إلى أن قال: «فرحم الله: من أدى الواجب عليه، وتاب إلى الله، وأقر على نفسه؛ فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له؛ ونسأل الله أن يهدينا وإياكم لما يحبه ويرضاه» (١) .

وقال مُفَنِّدًا لما نسبه إليه الخصُوم من المفتريات، وذلك في رسالته لابن صباح:


(١) الدرر السنية (١ - ٧٤) .

<<  <   >  >>