للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

«فلما رأوني: آمر الناس بما أمرهم به نبيهم صلى الله عليه وسلم أن لا يعبدوا إلا الله، وأن من دعا عبد القادر، فهو كافر؛ وعبد القادر منه بريء، وكذلك من نخا (١) الصالحين، أو الأنبياء أو ندبهم أو سجد لهم، أو نذر لهم أو قصدهم بشيء من أنواع العبادة التي هي حق الله على العبيد، وكل إنسان يعرف أمر الله ورسوله لا ينكر هذا الأمر، بل يقر به، ويعرفه» (٢) .

وقال في رسالته إلى ابن السويدي، عالم من أهل العراق حين سأله عما يقول الناس فيه، فأجابه:

بسم الله الرحمن الرحيم

من محمد بن عبد الوهاب، إلى الأخ في الله: عبد الرحمن بن عبد الله.

سلام الله عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:

فقد وصل إليّ كتابك، وسُرَّ الخاطر، جعلك الله من أئمة المتقين، ومن الدعاة إلى دين سيد المرسلين؛ وأخبرك أني - ولله الحمد - متبع، لست بمبتدع عقيدتي وديني الذي أدين الله به، هو مذهب أهل السنة والجماعة، الذي عليه أئمة المسلمين، مثل الأئمة الأربعة، وأتباعهم إلى يوم القيامة.

ولكنني بيّنت للناس: إخلاص الدين لله، ونهيتهم عن دعوة الأحياء، والأموات من الصالحين وغيرهم، وعن إشراكهم فيما يعبد الله به من الذبح والنذر والتوكل والسجود وغير ذلك مما هو حق الله الذي لا يشركه فيه أحد، لا ملك مقرب ولا نبي مرسل وهو الذي دعت إليه الرسل، من أولهم إلى آخره؛ وهو الذي عليه أهل السنة والجماعة» (٣) .

ثم قال: «وأيضاً: ألزمْتُ مَنْ تحت يدي، بإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة وغير ذلك من فرائض الله، ونهيتهم عن الربا وشرب المسكر، وأنواع المنكرات، فلم يمكن الرؤساء القدح في هذا، وعيبه؛ لكونه مستحسنًا عند العوام؛ فجعلوا قدحهم وعداوتهم فيما آمر به من التوحيد، وأنهى عنه من الشرك ولبَّسوا على العوام أن هذا خلاف ما عليه أكثر الناس، ونسبوا إلينا أنواع المفتريات فكبرت الفتنة وأجلبوا علينا بخيل الشيطان ورجله.


(١) نخاهم: استغاث بهم واستنجد.
(٢) الدرر السنية (١)
(٣) الدرر السنية (١) .

<<  <   >  >>