تلمود القدس في الكم والكيف، فتلمود القدس يبلغ ثلث تلمود بابل، وينقصه العمق المنطقي، والشمول الجامع اللذين يمتاز بهما تلمود بابل، وتلمود القدس دون بالعبرية، وتلمود بابل لغته آرامية شرقية.
كان هذا تعريفًا عن التلمود لغة واصطلاحًا، ومن حيث نشأته ولغته، ونوعيه تلمود القدس وتلمود بابل، ما هو محتوى التلمود؟ وما هي منزلته عند اليهود؟
أشير إلى منزلة التلمود في نظر اليهود قبل الكلام عن محتواه؛ فأقول: تزعم اليهود أن التلمود كتاب منزل من عند الله مثل التوراة، ومنهم من يفضله عليها، وقد ورد في صحيفةٍ من التلمود أن من درس التوراة فعل فضيلة لا يستحق عليها مكافأة.
ومن درس التلمود: استحق أحسن الجزاء، ومن احتقر أقوال التوراة؛ فلا جناح عليه، ومن احتقر التلمود استحق الموت، وجاء في التلمود: أن الله قد أعطى الشريعة، وهي التوراة على طور سيناء، وأعطى على يد موسى الكليم التلمود شفهيًّا حتى إذا حصل فيما بعد تسلط أمة أخرى على اليهود يوجد بينهم وبين الوثنيين.
وقال أحد الحاخامات:"التفت يا بني إلى أقوال الحاخامات أكثر من التفاتك إلى شريعة موسى". وقال الرابي مناحم:"إن الله يستشير الحاخامات على الأرض عندما توجد مسألة معضلة لا يمكن حلها في السماء".
وفي كتاب اليهودي "كرافت" المطبوع سنة ألف وخمسمائة وتسعين من الميلاد ما يأتي: "اعلم أن أقوال الحاخامات أفضل من أقوال الأنبياء فهي كالشريعة، وهي مثل قول الله الحي، فمن يجادل حاخامه؛ فكأنه يجادل العزة الإلهية" وقد أمر مؤلفو التلمود بما يأتي.