(اليهودية؛ تسميتها ونشأتها، والمصدر الأول لها: التوراة)
الحديث عن اليهودية من حيث التسمية والنشأة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد.
ننتقل إلى نبذة تاريخية عن أهم الرسالات السماوية، ونعني بها هنا اليهودية والنصرانية في حديث يعطي فكرة عن هاتين الديانتين، بإذن الله -تبارك وتعالى- ثم بعد نظرة إجمالية لبعض الأديان القديمة أو الوضعية.
إذن درسنا هذه المرة حول اليهودية، والحديث عن اليهودية من حيث التسمية والمصادر والنشأة، ثم بعد ذلك بيان أهم المعتقدات اليهودية، والرد على ذلك مع دراسة عن بروتوكولات حكماء صهيون، هذه أهم العناصر التي نريد أن نتناولها، ونبدأ بالكلام عن اليهودية من حيث التسمية والمصادر والنشأة، نعني: الكلام عن اليهودية من حيث التعريف لغةً واصطلاحًا.
لغةً اليهودية مأخوذة من كلمة "هود " والهود في اللغة العربية يعني: التوبة يقال: هاد يهود هودًا وتهوَّد: تاب، ورجع إلى الحق فهو هائد، وفي كتاب الله تعالى {إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ}(الأعراف: ١٥٦) أي: تبنا إليك، وهو قول مجاهد، وسعيد بن جبير، وإبراهيم.
قال ابن سيده: عدَّاهُ بـ"إلى" يعني: لم يقل هدنا فقط، ويقال: هدنا إليك فهو متعدٍّ، فعداه بـ"إلى"؛ لأن فيه رجعنا، وقيل: معناه تبنا إليك، ورجعنا، وقَرُبْنَا من المغفرة، والتهود: التوبة، والعمل الصالح.
قال ابن الأعرابي: "هاد إذا رجع من خير إلى شر أو من شر إلى خير، وهَادَ إذا عقل، ويهود اسم للقبيلة، وقيل: إنما اسم هذه القبيلة يهوذ؛ فعرِّب بقلب الذال دالًّا.
وقال ابن سيده: وليس هذا بقوي، وقالوا: اليهود فأدخلوا الألف واللام فيها على إرادة النسب يريدون اليهوديين، وقوله تعالى: {وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا