(المصدر الثالث لليهودية: بروتوكولات حكماء صهيون، وأهم المعتقدات اليهودية (١))
المصدر الثالث: بروتوكولات حكماء صهيون
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، أما بعد
المصدر الثالث، والأهم والأخير من مصادر اليهودية ألا وهو بروتوكولات حكماء صهيون.
وقبل أن أبين معناه أشير إلى أهميته، فأقول: يعود اليهود في استنباط نظمهم وقوانينهم إلى البروتوكولات، كما يعودون إلى العهد القديم والتلمود على اعتبار أن ثلاثتها مقدسة لصدورها على ألسنة الأحبار والحكماء، واشتمالها جميعًا على مجموعة من التعاليم المهمة للفرد، والمجتمع اليهودي؛ ولذلك عد بعض العلماء البروتوكولات مصدرًا من المصادر اليهودية المقدسة، وقداستها تأتي من إخلاص اليهود لتعاليمها بالاحترام، والتعظيم لها، واعتبارها تراثًا خالدًا له أهميته في المحافظة على دور اليهود مع سائر الأمم، أي: أن قداستها أمر اتفاقي؛ ونظرًا لما في توجيهات البروتوكولات أحاطها اليهود بعناية خاصة تفوق سواها على أساس أنها تهتم بالقوانين المفيدة المتصلة بالحياة في العصور الحديثة؛ لدرجة أن اليهود ساعة أن رغبوا في إهمال بعض تعاليم العهد القديم والتلمود حرصوا كل على الحرص على المحافظة على نصوص البروتوكولات مجردة من كل تعليق أو شرح.
وإذا سلم أن الوحي الإلهي لم ينزل إلا على موسى -عليه السلام- وأن أغلب أنبياء بني إسرائيل كانوا دعاة ومفسرين ومربين لو سلم هذا يكون القول بقداسة البروتوكولات في مستوى القول بقداسة العهد القديم ما عدا أسفار موسى، وبالتالي لا تقل البروتوكولات عن التلمود في شيء، وما دام اليهود ينظرون للتلمود نظرة خاصة؛ لأنه ينظم الحياة اليهودية، ويقنن العلاقات الاجتماعية