للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الخامس: الملة عقيدة وشريعة على نحو ما قال الله: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} (الأعراف: ٣٣).

والنحلة ليست بهذا الشمول، وقد لا تتجه إلا إلى الخداع الماكر لخدمة أهواء مبتدعيها، وفرض زعامتهم على الناس.

السادس: الملة صلاح الدنيا والآخرة كما قال تعالى: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ، الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ، لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} (يونس: ٦٢ - ٦٤).

والنحلة قاصرة على الدنيا تقود بالأماني، وتغري بالمتعة المحدودة.

السابع: الملة يشهد لها الإعجاز في مثل قول الله -عز وجل: {أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} (العنكبوت: ٥١). والنحلة: يُشهد عليها بالعجز والقصور.

الثامن: الملة حق لا ريب فيه كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا} (النساء: ١٧٤). والنحلة: ظن لا يغني من الحق شيئًا، هكذا على الإجمال في المعنى الاصطلاحي فيما هو فرق بين الملة والنحلة.

الفرق بين الشريعة والمنهاج

ونأتي إلى الفرق بين الشريعة والمنهاج:

الشريعة: في اللغة من الشرع، وهي مصدر شرع بالتخفيف، والتشريع مصدر شرَّع بالتشديد، والشريعة في أصل وضعها اللغوي مورد الماء الذي يُقصد للشرب

<<  <   >  >>