كراهية بين الناس؛ ولذلك اعتبر من أقدم الشيوعيين في العالم، وقد كلّف مازدك أتباعه بعبادات معينة، وصور الآلهة المعبودة بصور جسمية؛ حيث جعله قاعدًا على كرسيه العلوي يعاونه أربع قوى من ورائهم سبعة آخرون وهكذا.
وعلى نمط ماني ومازدك ظهرت آراء متعددة لأشخاص آخرين، وكلهم يحرّفون تعاليم زرادشت، ويخلطونها بالآراء الفاسدة الباطلة.
آراء العلماء في دين الفرس
رابعا: آراء العلماء في دين الفرس:
اتخذ العلماء مواقف متعددة في تفسير نشأة الزرادشتية وتطورها؛ فمن قائل بالتطور الديني على أساس أن عقائد الفرس بدأت بالخرافات والأساطير وتأليه الظواهر المحسوسة مع تعدد الآلهة، وأنها استمرت في التطور حتى عرفت التوحيد الخالص في المراحل الراقية، ومن قائل بأن الرسالات الإلهية ظهرت في بلاد الفرس، وأنها هي التي علّمت الناس هناك وحدانية الله تعالى.
وهكذا إن الحقائق العلمية تؤيد القول بوجود رسالات صحيحة في الفرس على الأساس الذي بيناه من قبل، وهو إرسال الرسل إلى جميع الأمم، ولأن العقول البشرية لا تصل وحدها إلى التوحيد الخالص بحقائقه التي يأتي بها الرسل، وأيضًا فإن التطور يقتضي الترقي المستمر نحو الأفضل، بينما في أديان الفرس نرى أن دعوة من جاءوا بعد زرادشت كانت انحدارًا وانتكاسًا حيث دعا ماني ومازدك وغيرهما إلى تعدد الآلهة بعدما دعا زرادشت إلى التوحيد، ومع ترجيحنا هذا، فإن القول بأن زرادشت هو الرسول المبعوث لا نعلّق عليه نفيًا أو إثباتًا؛ حيث لا