الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين الغر الميامين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
بقي لنا نظرات إجمالية حول أديان اليونان والرومان.
ومع دين اليونان:
تعتبر أديان اليونان نموذجًا واضحًا لعجز العقل البشري عن الوصول وحده إلى الدين الصحيح ومعرفة الله تعالى، فبرغم الرقي العقلي الذي برز في اليونان منذ القديم؛ حيث وُضعت هناك أصول الفلسفة، وقواعد التفكير العقلي السليم- برغم ذلك نرى سذاجة اليونان في تصور الآلهة وإحاطتها بالأساطير والخيالات.
إن هوميروس الشاعر اليوناني الكبير يضع قصيدته الإلياذة والأوديسة في نظم رائع جميل، يتحدث عن آلهة قومه، ويصوّرهم من واقع وجودهم، كما أن فلاسفة اليونان ساهموا مع الشعراء في الحديث عن الدين واتجاهاته، وبرغم هؤلاء العباقرة -شعراء وفلاسفة- فإن اليونانيين اتخذوا عديدًا من الآلهة، وجعلوا لهم مقرًّا رسميًّا فوق جبال الأولمبا في مكان يعرف بالأكربول.
ومن آلهتهم زيوس إله الجو، وصانع المطر أكبر الآلهة، وأعظمها شأنًا، ومن الأساطير الدائرة حول هذا الإله أن أباه كان يخاف على ملكه حتى من أبنائه؛ ولذلك قسا على زيوس وابتعدت به أمه حتى شب وترعرع، وتمكن من الاستيلاء على ملك أبيه، بعد معارك طاحنة مع أعداء الخير، وبعد أن دان له ملك أبيه رحل إلى بلاد اليونان، وسلب سلطة إلهية يونانية صغيرة، وأخضعها لسلطانه وهيمنته، ثم تزوج وأنجب عددًا من الأبناء.
ومن آلهتهم أثينا البنت الكبرى للإله زيوس، وهي إله الحكمة والعلوم والفنون، وكانت مقربة لأبيها، وقد أقام لها اليونان معبدًا ضخمًا وتمثالًا من الذهب يعد آية في الفن والروعة، وبها تسمى عاصمة اليونان حديثًا.