الحمد لله رب العالمين، الصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين الغر الميامين، ومَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين؛ أما بعد:
من أديان الهند الكبرى: الديانة البوذية والجينية
أولًا: البوذية:
ظهرت البوذية في الهند كرد فعل للهندوسي، ذلك أن نظام الطبقات أعطى لطبقة البراهمة العديدَ من الامتيازات، وجعل الطبقاتِ الأخرى في خدمة البراهمة وتَحْت إمرتهم، مما أدى إلى استبداد البراهمة وظلمهم وطغيانهم، فضج الهنود من هذا الواقع السيئ، وتمنى ظهور قائد يخلصهم مما هم في من عَنَت وعسف، ويبعد عنهم سيطرةَ طبقة البراهمة، وكان لهم ما تمنوا حيث ظهر فيهم زعيمٌ روحي هو بوذا، أعلن لهم قواعد دينية جديدة تعتبر في حقيقتها تطورًا في الهندوسية وتعليمها، يقصد به إنقاذ الهنود من ظلم البراهيمة، وإبعادهم عن أي جو ديني يضعهم في ثَنايا الخضوع والذل والهوان مرةً أخرى.
وحتى تبقى البوذية -وهي الدين الذي نادى به بوذا- راسخًا ثابتًا وضع بوذا والكهنةُ من أتباعه مجموعة من التعاليم؛ لتكون مصادر لدينهم تقدم لجيلهم وللأجيال من بعدهم الدين البوذي بما فيه من إصلاح وتجديد.
بوذا مؤسس ديانة البوذية:
وُلِدَ بوذا من أسرة كشتيرية غنية سنة خمسمائة وثلاث وستين قبل الميلاد في إحدى قُرى مقاطعةٍ تقع في الناحية الشرقية من الهند، وسماه أبواه سيذهاتا، وماتت أمه بعد مولده مباشرة، ونظرًا لثراء الوالد شب الطفل في النعيم وتزوج