تنهض الأدلة مثبتة أو نافية، وكل ما يمكن القول به أن النبوة قبل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليست ممنوعة، لكن الإيمان برسول معين توقف على ورود ذكره في القرآن الكريم، فهو الكتاب الذي قص أخبار بعض الرسل، وأشار إلى وجود رسل لم يرد لهم ذكر؛ ولذلك لزم التسليم بإمكانية إرسال رسول لكل أمة من غير تعيين شخصه ما لم يرد له ذكرٌ في القرآن الكريم.
وهذه خلاصة نذكرها عن دين الفرس:
الديانة الفارسية من الديانات الآسيوية القديمة، التي جذبت انتباه الباحثين وعلماء الأديان؛ إذ جاءت متكاملة الجوانب واضحة المعالم متميزة عن كل الديانات الآسيوية القديمة، ولقد عاش الأقدمون من الفارسيين حياة بدائية، ومارسوا عبادات وثنية، واصطنعوا دينًا خرافيًا يعتمد على السحر والشعوذة، ويألِّهوا مظاهر الطبيعة، فعبدوا الشمس إلهًا؛ لأنها تنتج المحاصيل وسموها الإله نِثرا، وعبدوا الأرض إلها للخصوبة لخصوبة تربتها وسموها الإله أنيتا، كذلك جعلوا المطر إلهًا والريح إلهًا والسحاب، وكل ما ينفعهم في البيئة الزراعية وحياتهم الرعوية إلهًا، يتوجهون إليه بالتقديس والدعاء، ويتقدمون إليه بالقرابين من أطيب طعامهم، وفي صناعة آلهتهم من الأصنام بمختلف أنواع المادة المصنّعة باختلاف الطبقات؛ فالفقراء أصنامهم من الطين والحجارة طبقة الموسرة من الفضة، والطبقة الغنية من الذهب، وأقامت المعابد، وتقربت للآلهة بواسطة الكهنة.
وظلت الأحوال الدينية هكذا في بلاد فارس حتى جاء زرادشت الذي ولد على الراجح عام ٦٦٠ قبل الميلاد، وهم يجعلون لزرادشت معجزات كثيرة عند