وهكذا تنسب التوراة الجهل إلى الله -عز وجل- مع الخوف كذلك كما نسبت إليه الحزن والندم فقالت:"ورأى الرب أن شر الإنسان قد كثر في الأرض، وأن كل تصوري أفكار قلبه، إنما هو شرير كل يوم، فحزن الرب أنه عمل الإنسان في الأرض، وتأسف في قلبه، فقال الرب: أمحو عن وجه الأرض الإنسان الذي خلقته الإنسان مع بهائم، ودبابات وطيور السماء؛ لأني حزنت أني عملتهم" سفر التكوين إصحاح ٦ الفقرة ٥: ٧.
وتصف التوراة الله -عز وجل- بأنه إنسان له خصائص البشر تعالى الله عما يقولون علوًّا كبيرًا:{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}(الشورى: ١١) لكن تقول التوراة: "الرب رجل الحرب، وبريح أنفك تراكمت الحياة، نفخت بريحك فغطاهم البحر من مثلك بين الآلهة يا رب" سفر الخروج إصحاح ١٥ الفقرة ٣: ١١ بتصرف.
ثم تزعم التوراة أن بني إسرائيل رأوا الله -عز وجل- فتقول:"لأنه في اليوم الثالث ينزل الرب أمام عيون جميع الشعب على جبل سيناء" سفر الخروج الإصحاح ١٩ الفقرة ١١ "وفيها ورأوا إله إسرائيل، وتحت رجليه شبه صنعة من العقيق الأزرق الشفاف، وكذات السماء في النقاوة، ولكنه لم يمد يده إلى أشراف بني إسرائيل فرأوا الله، وأكلوا وشربوا" سفر الخروج إصحاح ٢٤ الفقرة ١٠ و ١١وفيه: "ويكلم الرب موسى وجهًا لوجه، كما يكلم الرجل صاحبه" سفر الخروج إصحاح ٣٣ الفقرة الحادية عشرة في حين أن القرآن الكريم {وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}(البقرة: ٥٥، ٥٦).