وليس أدل على ذلك من أن كتبة التوراة أخلوها من ذكر هذا اليوم، وليس هذا فقط؛ بل إذا رجعنا إلى مصدر آخر من مصادرهم -ألا وهو التلمود- وجدنا حديث التلمود عن النعيم أو العذاب يرتبط بالدنيا لا بالآخرة؛ فيقول التلمود: بعد موت اليهودي تخرج روحه وتشغل جسمًا آخر؛ أما اليهود الذين يرتدون عن دينهم بقتلهم يهوديًّا؛ فإن أرواحهم تدخل بعد موتهم في الحيوانات أو النباتات ثم تذهب إلى الجحيم، وتعذب مدة عام كامل ثم تعود ثانيًا، وتدخل في الجمادات ثم في الحيوانات ثم في الوثنيين ثم ترجع إلى جسد اليهودي بعد تطهيرها، وهذا التناسخ فعله الله رحمة باليهود؛ لأن الله أراد أن يكون لكل يهودي نصيب من الحياة الأبدية. جاء ذلك في التلمود وفي (همجية التعاليم الصهيونية) وفي (بروتوكولات حكماء صهيون) و (اليهود بين القرآن والتلمود).
ومع هذا؛ فنحن نعتقد أن اليهود لهم حديث يرتبط بالجنة والنار رغم خلو التوراة من الكلام على الآخرة؛ لكن بمراجعة التلمود نجدهم يتحدثون عن الجنة والنار؛ فيعتقدون الآتي: لا يدخل الجنة إلا اليهود؛ وسيظل المسلمون في النار إلى الأبد؛ لأنهم لا يغسلون سوى أيديهم وأرجلهم، والمسيحيون يدخلون النار لأنهم لا يختتنون، كل الناس يوم القيامة في النار إلا اليهود ...
هذا ما زعمه اليهود في التلمود، والذي أكده القرآن الكريم؛ فأشار القرآن الكريم إلى استهانتهم بأمور الدين واستخفافهم بالنار، ومن ذلك قوله تعالى:{ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ}(آل عمران: ٢٤) ومع هذا كله؛ يبلغ بهم الافتراء إلى حد احتكار الجنة لأنفسهم:{وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}(البقرة: ١١١).