بولادته من عجائب وغرائب، وما كان يحدث منه أمور خارقة للعادة، ولا تحدث من سواه من البشر، وما كان يحدث له من أحداث، وما كان يجري بينه وبين اليهود، وما كان يلقيه من أقوال وخطب وأحاديث وأمثال ومواعظ، وفيها قليل من الشرائع التي تتعلق بالزواج والطلاق، ثم أخبار المؤامرة عليه، واتهامه، والقبض عليه، ومحاكمته؛ سواء أكانت تلك المحاكمة أمام اليهود أم أمام الرومان، ثم الحكم عليه بالموت صلبًا، وصلبه بالفعل -فيما يعتقدون- وفيها أيضًا قيامته من قبره ومكوثه أربعين يومًا ثم رفعه إلى السماء، وفي الجملة هي تشتمل على أخبار المسيح، وصلواته وأقوال وعجائبه من بدايته إلى نهايته في هذا العالم.
وقفة سريعة مع كل إنجيل على حدة بكلمة عن تاريخ تدوينه والتعريف بمؤلفه:
١ - إنجيل متى:
ترجمة متى:
هو أحد تلاميذ المسيح الاثنا عشر، ويسميهم المسيحيون رسلًا، ولقد كان قبل اتصاله بالمسيح من جباة الضرائب للرومان في كفر ناحوم من أعمال الجليل، وكان اليهود ينظرون إلى الجباة نظرة ازدراء؛ لأنها تحمل صاحبها الظلم والعنف، والعمل فيها معين للدولة الرومانية المغتصبة التي تحكم البلاد بغير رضا أهلها؛ ولكن المسيح اختاره تلميذًا من تلاميذه، ولما أنكر الفريسيون عليه ذلك قال لهم: لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب؛ بل المرضى؛ فاذهبوا وتعلموا ما هو؛ إني أريد رحمة لا ذبيحة؛ لأني لم آت لأدعو أبرارًا؛ بل خطاة إلى التوبة. إنجيل متى إصحاح ٩ الفقر ١٢: ١٣.