للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الإنسان جالسًا عن يمين القوة، وآتيًا على سحاب السماء، فمزق رئيس الكهنة حينئذ ثيابه قائلًا: قد جدف ما حاجتنا بعد إلى شهود، ها قد سمعتم تجديفه ماذا ترون؟ فأجابوا وقالوا: إنه مستوجب الموت، حينئذ بصقوا في وجهه ولكموه وآخرون لطموه قائلين: تنبأ لنا أيها المسيح من ضربك، أما بطرس فكان جالسًا خارج الدار، فجاءت إليه جارية قائلة: وأنت كنت مع يسوع الجليلين فأنكر قدام الجميع قائلًا: لست أدري ما تقولين.

ثم إذ خرج إلى الدهليز رأته أخرى فقالت للذين هناك: وهذا كان مع يسوع الناصري، فأنكر أيضًا بقسم إني لست أعرف الرجل، وبعد قليل جاء القيام وقالوا لبطرس: حقًّا أنت أيضًا منهم، فإن لغتك تظهرك فابتدأ حينئذ يلعن ويحلف إني لا أعرف الرجل، وللوقت صاح الديك فتذكر بطرس كلام يسوع الذي قال له: إنك قبل أن يصيح الديك تنكرني ثلاث مرات، فخرج إلى خارج وبكى بكاء مرًّا، ومن الساعة السادسة كانت ظلمة على كل الأرض إلى الساعة التاسعة.

ونحو الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائلًا: إيلي إيلي لم شبقتني؟ أي: إلهي إلهي لماذا تركتني؟ فقوم من الواقفين هناك لما سمعوه قالوا: إنه ينادي إيليا، وللوقت ركض واحد منهم وأخذ إسفنجة وملأها خلًّا، وجعلها على قصبة وسقاه، وأما الباقون فقالوا: اترك لنرى هل يأتي إيليا يخلصه، فصرخ يسوع أيضًا بصوت عظيم وأسلم الروح.

ولما كان المساء جاء رجل غني من الرامة اسمه يوسف، وكان هو أيضًا تلميذًا ليسوع، فهذا تقدم إلى بلاطس وطلب جسد يسوع، فأمر بلاطس حينئذ أن يعطى الجسد، فأخذ يوسف الجسد ولفه بكتان نقي، ووضعه في قبره الجديد

<<  <   >  >>