كان لمعرفة المصريين بالكتابة أثر في تسجيل تاريخهم وعقائدهم، وبفضل العثور على حجر رشيد وفك رموز اللغة الهيلوغريفية، تمكن العلماء من قراءة وفهم ما وصلهم عن عقائد المصريين، وبذلك استطاعوا أن يقدموا أسس العقائد المصرية القديمة، صحيح أن هذا التصور ليس تامًّا؛ لاحتمال ضياع بعض الكتابات وعدم العثور حتى الآن على بعضها الآخر، لكنه مع عدم تمامه يقدم تصورًا كافيًا لدارس الأديان تاريخيًّا ومقارنة، والكتابات التي عرفت العلماء بالدين المصري وجدت في المصادر الآتية:
الأول: أوراق البردي، فالبردي نبات يظهر على شاطئ النيل أوراقه عريضة، اكتشفه المصريون القدماء وتمكنوا من الاستفادة منه، فقاموا بتجفيفه وصنع لفافات طويلة منه يكتبون عليها، ويحفظونها في الأماكن الهامة، كبيت الملك أو المعبد أو المقبرة تبعًا للموضوع والهدف من كتابته، وقد تم اكتشاف العديد من أوراق البردي المختلفة في حجمه وموضوعه، وعكف العلماء على ترجمة النصوص ودراستها وحفظ الورق المكتشف في المتاحف المختلفة.
وتعود أقدم ورقة بردي عثر عليها إلى القرن العشرين قبل الميلاد، وتشمل صورة للاحتفالات الدينية والوصايا المقدسة التي تقال عند تولي الملك لعرشه، وتعتبر الكتابة على البردي أسبق سائر أنواع الكتابة، ولذلك وجدنا بعض الفراعنة المتأخرين بعد اكتشافهم لإمكانية الكتابة على الحجر، يقومون بنقلها من ورق البردي إلى الحجر حتى لا تتلف أو تتآكل.
وذلك كما فعل فرعون مصر "شباكو" حيث نقش على الحجر ما وجده مكتوبا على ورقة بردي، كتبت في أوائل القرن الرابع والثلاثين قبل الميلاد، محافظة على