وقد اهتم العلماء بنصوص الأهرام، فأخرجها المستشرق "زِيته" في مجلد ضخم، بلغت صفحاته ألف واحد وخمسين صفحة من الحجم الكبير، كما أن المستشرق "شِيفر" شرح نصوصها وحلل موضوعاتها، ومازالت هذه النصوص محل اهتمام حتى الآن.
الثالث: من المصادر كتاب الموتى، شغلت عقيدة المصريين في الحياة الخالدة بعد الموت ركنًا كبيرًا في تفكيرهم وتراثهم، ولذلك نراهم يصنعون كتابًا خاصًّا يحتوي على الاعتراف بالضعف البشري، وبالندم على الخطايا، كما يحتوي على طلب المغفرة والتقرب إلى الإله ليبعدهم عن العذاب ويدخلهم الجنة، ويسمى هذا الكتاب بكتاب الموتى، وكان يكتبونه على ورق أو ينقشونه على حجر، ويضعونه تحت رأس الميت أو بجواره أو يخطونه على جدر التوابيت.
وكثيرًا ما كانوا يكتبون نسخًا متعددة يضعونها مع الميت؛ اعتقادًا منهم بأن ذلك يساعد الميت على السعادة والخلود، ويؤدي إلى عفو الله ومغفرته لمن ينتقل منهم إلى الدار الآخرة، وكتاب الموتى أقرب نص يوضح العقيدة المصرية الدينية، ومدى اعترافها بالإله وبالموت وبالآخرة وبالنعيم في الآخرة، ولذلك يعتبره بعض العلماء كتابًا مقدسًا باعتبار الغاية منه، وإن كانت ألفاظه من تأليف الكهنة.