وبهذا، فإن إسناد الكتب الخمسة للكنفشيوس ليس إسنادًا حقيقيًّا إلا في الكتاب الخامس فقط، كما أن اعتبار هذه الكتب مقدسة مجاراة للمفهوم الصيني عنها، حيث وردت تصريحات كثيرة تنسب بعضها للفلاسفة وتنسب بعضها الآخر للحكماء، وهكذا مما يجعل قداستها محل نظر وتأمل.
القسم الثاني: المختارات: ويشتمل هذا القسم على كتب أربعة من وضع "كنفشيوس" وزملائه، وأهميتها ترجعُ إلى تضمنها للنظريات الأساسية لمذهب "كنفشيوس" وفلسفته. ولذلك نجد الكتب تسمى باسم النظريات التي تحويها، وهي:"المنتخبات الأدبية الدينية"، "العلم العظيم"، "القصد والتدبير"، "المجتمع العظيم".
وسوف تتضح هذه المفاهيم حين نتناول التعاليم الدينية الصينية بصورة مفصلة واضحة.
ويلاحظ هنا أن الأديان في الصين ليس من وضع "كنفشيوس" فقط، ولكنه برز من بين جميع الحكماء والعلماء باعتبار ما أسداه لأمته من فضل، وباعتباره أنه الذي حول الأساطير والخيالات إلى واقع عملي التزم به الصينيون، وساروا به طوال عصور متتالية.
مَن هو كنفشيوس؟
وُلِدَ كنفشيوس في سنة ٥٥١ قبل الميلاد في مقاطعة "لَو" من أعمال ولاية "شانتنج" وكان أبوه ضابطًا حربيًّا من سلالة عريقة، وبعد إنجابه لولده بثلاث سنوات مات وتركه وحيدًا فقيرًا، وبعد أن شب الطفل انصرف إلى البحث والدرس وخصوصًا في الآداب القديمة. ولما بلغ أشده اشتغل بوظيفة التدريس، وتعلم منها