يرجع إيمان الصينيين بالآلهة إلى عصور سحيقة، فَهُم يؤمنون بإله يسمى "شنعتاي" وهو إله ثامن يعلو العديدَ من الآلهة، وهو في تصورهم إمبرطور قديم قدم لهم خدمات جليلة، والآلهة الصغرى عديدة؛ كالشمس والقمر والنجوم والغيوم والرعد، كما يتخذون من أسلافهم آلهةً، وتمتلئ دور العبادة باللوحات المعبرة عن هذا التعدد، حيث تُرسم لوحة تمثل إله "شنغتاي" وفي مقام منخفض عنها توضع لوحات أخرى تمثل بقية الآلهة التي يرمز إليها بصورة متعددة. وهم يكتفون في تأليه الأسلاف بكتابة أسماء الأشخاص على لوحات يحفظونها في دار الأسرة مدى حياة جيلًا أو جيلين، وبعد ذلك تنتقل إلى هيكل أسلاف الأسرة.
وكان الصينيون يعتبرون الإله "شنغتاي" عظيمًا يتجهون إليه بالذكر والقرابين، ومن أناشيدهم جاء قولهم:"إليك أيها الصانع العظيم، يتجه فكري وأنا أعبدك، لست إلا قصبة مردودة، ونبتة هزيلة، قلبي قلب نملة حقيرة، ومع ذلك فقد نِلت لديك شرفًا وحظوةً، هب لي أن أراعي وقارَ الشرائع والأحكام، باذلًا جهدي لأن أقوم بواجبي، بولاء وإخلاص؛ لترضَى بأن تقبل تقدماتنا، وترمقنا بعينيك حين نعبدك، يا ذا الصلاح غير المتناهي".
وقد يعرف هذا الإله العظيم باسم "تيان" أي: السماء، وهو اللقب الذي يستعمله "كنفشيوس" غالبًا، ومن حواشيه على كتاب "الملك ب" جاء الرجل العظيم هو ذلك الذي يكون في انسجام بصفاته مع السماء والأرض، وبتلألؤه مع الشمس والقمر، وبخطواته المنسقة مع الفصول الأربعة، وبصلته مع ما هو مستحب، ومع ما هو مشئوم، منسجمًا مع شبيه الروح الفعالة للإله، يسبق السماء فلا تعمل السماء ضده، يتبع السماء ولا يكون عمله إلا ما تحمل في ذلك