للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عرف عنهم من دقة استقامة، وشدة إخلاص لربه، وتفرغه لتقديسه، وقوة إيمانه برسالته، وشدة تحمسه في نشر دعوته" والكاتب يبين أهم الأسباب الدافعة للقول بنبوة زرادشت، ويوجزها في المعجزة، ونزول الوحي والدعوة إلى الإيمان بإله واحد هو أهورامزدا؛ أي: أنا خالق الكون.

يقول الشهرستاني: "ودين زرادشت عبادة الله، والكفر بالشيطان، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، واجتناب الخبائث" ومن أقوال الزرادشت: "النور والظلمة فصلان متضادان، وهو مبدأ موجودات العالم، وحصلت التراكيب من امتزاجهما، وحدثت الصور من التراكيب المختلفة، والباري تعالى خالق النور والظلمة، ومبدعهما، وهو واحد لا شريك له، ولا ضد ولا ند، ولا يجوز أن ينسب إليه وجود الظلمة، لكن الخير والشر إنما حصلت من امتزاج النور والظلمة، والباري هو الذي مزجهما وخلطهما لحكمة".

ويشير الشهرستاني إلى ما يُنسب إلى زرادشت من معجزات، ومنها دخول قوائم فرس كشتاسب في بطن الفرس، وإطلاق زرادشت لها بعد عجز الأطباء، ومنها أنه مر على أعمى فوصف لقومه حشيشة عصروا ماءها في عين الأعمى فبرئ لتوِّه، وعلى هذا الاتجاه سار الأستاذ عباس العقاد في كتابه (الله)، وقد سلّم به ابن حزم بدون قطع، وهو يعتبر أهل فارس أهل كتاب بصورة عامة، ويستدل على هذا بأخذ الجزية منهم وهم المجوس.

هذا وهناك فريق آخر يرى أن زرادشت لم يكن رسولًا مبعوثًا من الله، وأن دعوته عبارة عن محاولة تطوير المجوسية القديمة وتنقيتها من بعض تعاليمها التي بان فسادها بسبب الرقي العقلي أو بسبب الاتصال بأصحاب الديانات الأخرى، يستدل أصحاب هذا الاتجاه بأن ما رُوي عن حياة زرادشت من معجزات أو

<<  <   >  >>