للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ * فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ* فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ *إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (الأنعام: ٧٥ - ٧٩) الآيات.

ذلك أنهم يستنتجون من هذه الآية أن إبراهيم -عليه السلام- قد تدرج في عقيدته وتدينه من الإيمان بالكواكب المتعددة إلى الإيمان بالقمر ثم الشمس، وهي أكبر ما تقع عليه العين، ثم انتهى إلى عقيدة التوحيد، ونفي الشرك هذه أدلتهم، وآخر ما في جعبتهم.

وللرد عليهم نقول:

أما عن الدليل الأول، وهو تطور العقيدة تابع للتطور الاجتماعي والحضاري فهذه شبهة واهية ذلك أنه قياس مع الفارق، فالتقدم الحضاري والاجتماعي والصناعي تقدم في الأمور المادية، والدين لا يتعلق بالأمور المادية، وإنما يتعلق بالأمور الروحية المعنوية التجريدية تلك الأمور المتعلقة بالنفس والروح؛ فالجامع بين المقيس عليه معدوم، فيبطل هذا القياس بالإضافة إلى أن التطور تطورت فيه الأمور من الأشياء البسيطة إلى المعقدة المركبة، وليست الأديان كذلك.

أما عن الدليل الثاني: الذي يفيد أن هناك ارتباطًا بين التخلف الاجتماعي، والعقائد الباطلة فهي شبهةٌ واهيةٌ كَذِلَكَ، فليس هناك ارتباط بين الحضارة والمدنية، وبين التدين والعبادة.

<<  <   >  >>