إن اليهود أمة منعزلة عن سائر الأمم تكره الاختلاط بغيرها، فهم عاشروا المصريين، ومع ذلك لم يأتلفوا معهم حتى جاءهم موسى -عليه السلام- وأخرجهم من مصر برغم أنهم سادوا أيام يوسف -عليه السلام- وكان يمكنهم أن يمتزجوا مع أبناء الشعب بصورة كاملة، وعلى مر العصور لازمتهم جبلتهم، فلقد عاشوا في بلدان عديدة مددًا طويلة، ومع ذلك خرجوا منها مطرودين، أو محاطين بالكراهية والمكر.
وقد عُرِفَ اليهودي المعاصر بأوصافه الخاصة القائمة على حب الذات والتعصب، ومحاولة فرض السيادة على العالم كله بمنهج مرحلي؛ معتمدًا في مسلكه على تعاليم اليهود الأوائل الذين تركوا له كتبًا تحدد له المنهج الواجب الاتباع، فاليهود بقايا متحجرة أي: أنها مجتمعات استثنائية منعزلة قد بقيت من عصر سابق، كما أن المتحجرات سجل باقٍ لأشكال الحياة التي وجدت في الأعصر الخالية.
يقول الأستاذ عباس العقاد:"إن إصبعًا من الأصابع اليهودية كامنة وراء كل دعوة تستخف بالقيم الأخلاقية، وترمي إلى هدم القواعد التي يقوم عليها المجتمع الإنساني في جميع الأزمان؛ فاليهودي "كارل ماركس" وراء الشيوعية التي تهدم الأخلاق والأديان؛ واليهودي "دور كايم" وراء علم الاجتماع الذي يحلق نظام الأسرة بالأوضاع المصطنعة، ويحاول أن يبطل آثارها في تطور الفضائل والآداب، واليهودي "جان بول سارتر" وراء الوجودية التي نشأت معززة لكرامة الفرد مجنحًا بها إلى حيوانية تصيب الفرد والجماعة، ومن الخير أن ندرس المذاهب الفكرية، كلما شاع منها مذهب جديد،