الفصل الرابع: فعل الفواحش وسوء الخاتمة قال ابن القيم - رحمه الله - في بيان أسباب سوء الخاتمة ولمن تكون:
" واعلم أن سوء الخاتمة أعاذنا الله منها لا تكون لمن استقام ظاهره وصلح باطنه، وإنما تكون لمن له فساد في العقد (أي العقيدة) أو إصرار على الكبائر وإقدام على العظائم، فربما غلب ذلك عليه حتى ينزل به الموت قبل التوبة فيأخذه قبل إصلاح الطوية ويصطلم قبل الإنابة فيظفر به الشيطان عند تلك الصدمة ويختطفه عند تلك الدهشة والعياذ بالله ". . اهـ.
ويقول:" واعلم أن لسوء الخاتمة - أعاذنا الله منها - أسبابا وطرقا وأبوابا؛ أعظمها الانكباب على الدنيا والإعراض عن الأخرى، والإقدام والجرأة على معاصي الله - عز وجل -، وربما غلب على الإنسان ضرب من الخطيئة ونوع من المعصية، وجانب من الإعراض، ونصيب من الجرأة والإقدام فملك قلبه وسبى عقله، وأطفأ نوره وأرسل عليه حجبه فلم تنفع فيه تذكرة ولا نجحت فيه موعظة فربما جاء الموت على ذلك فسمع النداء من مكان بعيد فلم يتبين المراد ولا علم ما أراد وإن كرر عليه الداعي وأعاد "(١) .
وساق قصصا في سوء الخاتمة نتخير بعضها مما له صلة بالموضوع.
(القصة الأولى) : قيل لرجل قل لا إله إلا الله - عند موته - فجعل يقول أين الطريق إلى حمام منجاب، وقصة ذلك: " أن رجلا كان واقفا بإزاء داره وكان بابها يشبه باب ذلك الحمام فمرت جارية لها منظر، فقالت: أين الطريق إلى حمام منجاب؟ فقال لها هذا حمام منجاب - مشيرا إلى بيته - فدخلت الدار