للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ابن الحمام المري: "جزى الله أفناء العشيرة كلها" يلفتك قوله: "من الطويل"

ولما رأيت الود ليس بنفاعي ... وأن كان يوما ذا كواكب مظلما

صبرنا وكان الصبر فينا سجية ... بأسيافنا يقطعن كفا ومعصما

نفلق هاما من رجال أعزة ... علينا وهم كانوا أعق وأظلما

ترى في تنيكر قوله كفا ومعصما -إشارة إلى التعظيم، والمنعة والقوة أي أننا قطعنا أكفا قادرة على الدفع، والمنع ومعاصم لا يطيق قطعها إلا من كان على مثل حالنا من البسالة والاقتدار، وقوله: يفلقن هاما أي رءوسا كثيرة وعزيزة، فإذا تابعت فتك قوله:

عليهن فتيان كساهم محرق ... وكان إذا يكسو أجاد وأكرما

أراد فتيانا بهما أمرها في القوة والاقتدار، ويجهلهم من كان يعرفهم لغرابة أفاعيلهم في الطعن والكر، وكذلك كقوله:

ولولا رجال من رزام بن مازن ... وآل سبيع أو أسوءك علقما

يلفتك التنكير في رجال؛ لأن الشاعر يعني رجالا ليسوا كالرجال الذين يعرفهم الناس، وإنما هم رجال من نوع آخر، كأنه غريب في خلائقه، وشجاعته ومروءته، أو بلغوا في معنى الرجولية مبلغا لا يحاط به، ولولا هم لأعمل الحصين في بني محارب بن خصفة بين قيس حتى لا تنفك منه إلا على آلة حدباء:

لأقسمت لا تنفك مني محارب ... على آلة حدباء حتى تندما

وقوله:

وحتى يروا قوما تضب لثاتهم ... يهزون أرماحا وجيشا عرمرما

وتضب لثاتهم جمع لثة بكسر اللام، أي تسيل من شهوة الحرب، وهذه

<<  <   >  >>