يراد بالبحث في هذا الموضوع دراسة الخبر من حيث التوكيد وخلافه، والبلاغيون يقولون: إن المخاطب إذا كان خالي الذهن من الحكم بأحد طرفي الخبر على الآخر والتردد فيه، استغنى في صياغة الجملة عن المؤكدات كقولك: جاءني زيد وأكرمت عمرا لخالي الذهن؛ لأن هذا الخبر يتمكن في نفسه من غير توكيد لمصادفته إياه خالياه، كما قالوا:
وإن كان المخاطب متردد في إسناد أحد الطرفين إلى الآخر -أعني في النسبة- حسن في هذه الحالة تقوية الخبر بمؤكد مثل: لزيد قائم أو إن زيدا قائم.
وقد لحظ البلاغيون أن وجود التردد في النفس يتقضي هذا الضرب من الصياغة المؤكدة، ولو كان الخبر على وفق ظن المخاطب، فأنت تقول: إنه صواب للمتردد
الذي يميل إلى أنه صواب، وليس فقط للمتردد الذي يميل إلى