طحا بك قلب في الحسان طروب ... بعيد الشباب عصر حان مشيب
يكلفني ليلى وقد شط وليها ... وعادت عواد بيننا وخطوب
قوله:"طحا بك قلب"، ومعناه ذهب بك وأتلفك، وقوله:"شط وليها" أي: بعد قربها والشاهد فيه هو أن الكلام جرى في البيت الأول على طريق الخطاب في قوله: طحا بك، ثم انتقل إلى طريق التكلم في قوله: يكلفني وحسن هذا الانتقال هو أن التكليف بليلى، والحا لكما وصف مقطع مهم من مقاطع المعنى، ووقعه على نفسه وقوعا واضحا، ومباشرا مما يقوى به الكلام، قال المرصفي: وقد مدح -يعني علقمة- ملك غسان واستعطاه، وسأله مع طلب الجائزة أن يمن على أخيه شاس بن عبدة، وكان أسيرًا عند الملك، ولم يكتف بهذا بل طلب الجائزة لأخيه، وكل ذلك في قصيدته التي مطلعها: طحا بك قلب.
قال:{كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ} ، فجاءت على طريق الخطاب ثم قال:{وَجَرَيْنَ بِهِمْ} فنقل الأسلوب إلى الغيبة والمخاطبون هم الذين إذا نجاهم الله من هول البحر، والموج يغبون في الأرض بغير الحق، وكأن نقل الحديث