للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المديني: كان ثقة ثبتًا في الحديث وقال الدارقطني: "كان ثبتًا في الحديث إلا أنه كان منحرفًا عن عثمان".

وقد جاء ما يَدْفَعْ هذا (١). قال أبو هشام الرفاعي: "سمعت ابن فضيل يقول: رحم الله عثمان ولا رحم من لا يترحَّم عليه". وذكر ابن حجر في "مقدمة الفتح" (٢) كلام ابن سعد ثم قال: "قلت: إنما توقَّف فيه من توقف لتشيُّعه". ثم ذكر كلام أبي هشام ثم قال: "احتجَّ به الجماعة". يعني الشيخين في "صحيحهما" وبقية الستة، ولا أدري من هو الذي لم يحتج بابن فضيل أو توقف فيه؟ ولعل المراد بذلك بعض المتشدِّدين في السنة لم يرو عن ابن فضيل لأنه يراه متشيِّعًا، ويرى في الرواية عنه ترويجًا للتشيع فتوقف لذلك، لا لأنَّ ابن فضيل ليس بحجة. ويأتي في القسم الأول من "التنكيل" (٣) تحقيق حكم رواية المبتدع بما يُعْلَم منه أن مثل ابنَ فُضيل حجة على الإطلاق.

[ص ٥٢]ــ وـ

ومن عواقره: أنه يعمد إلى جرح لم يثبت فيحكيه بصيغة الجزم محتجًّا به، فمن أمثلة ذلك:

١ - الحسن بن الربيع.

قال الأستاذ (ص ١٥١): "يقول فيه ابن معين لو كان يتقي الله لم يكن يحدِّث


(١) أعني انحرافه عن عثمان. [المؤلف].
(٢) (ص ٤٤١).
(٣) (١/ ٧٢ - ٨٧).