للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَحِينَئِذٍ فَمَا رُوِّينَاهُ فِي الْجُزْءِ الْأَوَّلِ مِنْ "فَوَائِدِ الْخِلَعِيِّ (١) ": "مِنْ طَرِيقِ أَبِي إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيِّ (٢) قَالَ: سَمِعْتُ الْبُوَيْطِيَّ (٣) يَقُولُ: سُئِلَ الشَّافِعِيُّ [-رضي الله عنه- (٤)]: كَمْ سِنُّكَ أَوْ مَوْلِدُكَ؟ قَالَ: لَيْسَ مِنَ الْمُرُوءَةِ أَنْ يُخْبِرَ الرَّجُلُ بِسِنِّهِ".

وَمِنْ طَرِيقِ أَبِي إِسْمَاعِيلَ أَيْضًا قَالَ: "سَمِعْتُ عَبْدَ الْعَزِيزِ الْأُوَيْسِيُّ (٥) يَقُولُ: قَالَ رَجُلٌ لِمَالِكٍ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ، كَمْ سِنُّكَ؟ قَالَ: أَقْبِلْ عَلَى شَأْنِكَ".

يُحْمَلُ عَلَى مَا إِذَا كَانَ عَبَثًا لَمْ تَدْعُ إِلَيْهِ حَاجَةٌ، خُصُوصًا مَنْ كَانَ مَعَ صِغَرِ سِنِّهِ حَصَّلَ فَضَائِلَ، لِكَوْنِ ذَوِي الْأَسْنَانِ الْجَامِدِينَ يَحْتَقِرُونَهُ (٦) غَالِبًا بِالصِّغَرِ.

وَلِذَا لَمَّا اسْتَشْعَرَ يَحْيَى بْنُ أَكْثَمَ (٧) ذَلِكَ مِمَّنْ سَأَلَهُ حِينَ وَلِيَ الْقَضَاءَ عَنْ سِنِّهِ، وَهُوَ ابْنُ عِشْرِينَ أَوْ نَحْوُهَا، أَجَابَهُ [بِقَوْلِهِ] (٨): أَنَا أَكْبَرُ مِنْ عَتَّابِ بْنِ أَسِيدٍ حِينَ وَلَّاهُ


(١) في جميع النسخ: الحلبي، وهو تحريف، والتصويب من: السخاوي، فتح المغيث، ٣/ ٣٥٨. والخِلَعِيات طبعت بتحقيق: صالح اللحام، نشر الدار العثمانية، الأردن، مؤسسة الريان، لبنان، ط ١، ١٤٣١ هـ ٢٠١٠ م. والنص لم أجده فيه، وهو مذكور عند: ابن الجوزي، المنتظم، ١٨/ ١٣.
(٢) هو: محمد بن إسماعيل السُّلَمي، محدث (ت ٢٨٠ هـ). انظر: تهذيب الكمال، ٢٤/ ٤٨٩؛ ابن حجر، التقريب، ٥٧٣٨.
(٣) هو: يوسف بن يحيى، صاحب الشافعي (ت ٢٣١ هـ). انظر: الذهبي، سير، ١٢/ ٥٨ - ٦١.
(٤) ليست في أ، والمثبت من باقي النسخ.
(٥) في ق، ز: الأوْسي، وهو تحريف، والمشار إليه هو: عبد العزيز بن عبد الله، محدث، قال الذهبيُّ: "لم أظفرْ له بوَفاةٍ، وبقي إلى حدود العشرين ومائتين". انظر: سير، ١٠/ ٣٨٩. والنص مذكور عند: ابن الجوزي، المنتظم، ١٨/ ١٣.
(٦) في ق، ز: يحتقرون.
(٧) في جميع النسخ: أكتم، والتصويب من: مصادر ترجمته. انظر: ابن خلكان، وفيات، ٦/ ١٤٧.
(٨) ساقط من أ، والمثبت من باقي النسخ.

<<  <   >  >>