للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- مَكَّةَ -وَكَانَ سِنُّ عَتَّابٍ حِينَئِذٍ أَزْيَدَ مِنْ عِشْرِينَ سَنَةً، فِيمَا قَالَهُ الْوَاقِدِيُّ (١) - وَمِنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ حِينَ وَجَّهَهُ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- إِلَى الْيَمَنِ قَاضِيًا، وَمِنْ كَعْبِ بْنِ سُورٍ (٢) حِينَ وَجَّهَهُ عُمَرُ [-رضي الله عنه-] (٣) إِلَى الْبَصْرَةِ قَاضِيًا.

وَكَذَا اتَّفَقَ لِشَيْخِنَا الْكَمَالِ ابْنِ الْهُمَامِ (٤) حِينَ خَطَّبَهُ الْأَشْرَفُ بَرْسْبَايْ (٥) لِمَشْيَخِةِ مَدْرَسَتِهِ، وَنُبِزَ (٦) عِنْدَهُ بصِغَرِ سِنِّهِ، سَأَلَهُ حِينَ أَحْضَرَهُ لِإِلْبِاسِ خِلْعَتِهَا (٧) - عَنْ سِنِّهِ، فَقَالَ: " [أَكْبَرُ] (٨) مِنْ عَتَّابٍ وَمِنْ فُلَانٍ" أَوْ نَحْوَ هَذَا، وَلَمْ يُفْصِحْ لَهُ بمِقْدَارِ سِنِّهِ، وَإِلَّا فَقَدْ أَخْبَرَ كُلٌّ مِنْهُمَا بِمَوْلِدِهِ (٩).

بَلْ لَمَّا سُئِلَ العَبَّاسُ -رضي الله عنه-: أَأَنْتَ أَكْبَرُ أَمْ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-؟ فَقَالَ: "أَنَا أَسَنُّ مِنْهُ، وَهُوَ أَكَبْرُ مِنِّي" (١٠).


(١) انظر: الواقدي، مغازي، ص ٦، ٨٨٩، ٩٥٩.
(٢) تولى القضاء لعمر وعثمان في البصرة وقُتل يوم الجمل. انظر: ابن سعد، الطبقات، ٧/ ٦٣؛ الذهبي، سير، ٣/ ٥٢٤.
(٣) ليست في أ، والمثبت من باقي النسخ.
(٤) هو: كمال الدين محمد بن عبد الواحد، فقيه حنفي (ت ٨٦١ هـ). انظر: السخاوي، الضوء، ٨/ ١٢٧؛ ابن العماد، الشذرات، ٩/ ٤٣٧.
(٥) هو السلطان الأشرف بَرْسْباي (ت ٨٤١ هـ). انظر: السخاوي، الضوء، ٣/ ٨.
(٦) وفي باقي النسخ: نبذ.
(٧) الخِلْعة: هو ما يخلعه الخليفة أو السلطان من الثياب على أحد من الناس سواء في المناسبات الرسمية أو الخاصة. انظر: إبراهيم السامرائي، التكملة للمعاجم العربية من الألفاظ العباسية، ص ١٩؛ مصطفى الخطيب، معجم المصطلحات والألقاب التاريخية، ص ١٦٥.
(٨) ساقط من أ، والمثبت من باقي النسخ.
(٩) ورد بهامش أكذا: "ووقع لغندر أنه جعل أُبيًّا في حديث جابر: رُمي أبي يوم الأحزاب على أكحله أبي بالإضافة، وأبو جابر كان استشهد قبل ذلك في أحد. هذا الهامش وجد هكذا بدون تعيين موقعه بالأصل ا. هـ ناسخ".
(١٠) أخرجه الدّينوري في "المجالسة" (٣٣٩١)، وابن عساكر في "تاريخه" ٢٦/ ٢٨٠.

<<  <   >  >>