للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَمِنْ ثَمَّ قَالَ الذَّهَبِيُّ (١) وَهُوَ مِنْ أَهْلِ الِاسْتِقْرَاءِ التَّامِّ فِي نَقْدِ الرِّجَالِ (٢): "لَمْ يَجْتَمِعِ اثْنَانِ (أَيْ: مِنْ طَبَقَةٍ وَاحِدَةٍ) (٣) مِنْ عُلَمَاءِ هَذَا الشَّأْنِ قَطُّ عَلَى تَوْثِيقِ ضَعِيفٍ، وَلَا عَلَى تَضْعِيفِ ثِقَةٍ" (٤) انْتَهَى (٥).

وَلِهَذَا كَانَ مَذْهَبُ النَّسَّائِيِّ أَلَّا يُتْرَكَ حَدِيثُ الرَّجُلِ حَتَّى يَجْتَمِعَ الْجَمِيعُ عَلَى تَرْكِهِ.

بِمَعْنَى أَنَّ كُلَّ طَبَقَةٍ مِنْ نُقَّادِ الرِّجَالِ لَا تَخْلُو مِنْ مُتَشَدِّدٍ وَمُتَوَسِّطٍ.

فَمِنَ الْأُولَى (٦): شُعْبَةُ وَالثَّوْرِيُّ، وَشُعْبَةُ أَشَدُّهُمَا.


(١) انظر: الموقظة، ص ٨٤، وعبارته كذا: "ولكنّ هذا الدين مؤيَّد محفوظ من الله -تعالى- لم يجتمع علماؤه على ضلالة، لا عمْدًا ولا خطأ؛ فلا يجتمع اثنان على توثيق ضعيف، ولا على تضعيف ثقة".
(٢) هذا ثناء ابن حجر وليس السخاوي. انظر: نزهة النظر، ص ٧٣.
(٣) هذا تفسير السخاوي لعبارة الذهبي.
(٤) جاء في هامش ب، ق: "سألت شيخنا العلامة الرحلة الفهّامة الشيخ يحيى بن محمد بن عبد الله ابن عيسى بن أبي البركات الشّاوي الجزائري -حين اجتماعي به بالرملة في ٢٠ من رمضان سنة ١٠٨١ - عن قول الذهبي: "لم يجتمع اثنان على توثيق ضعيف ولا على تضعيف ثقة" ما المراد به؟ فأجابني بأنَّ المراد لم يجتمع اثنان من غير مخالف، ونظير ذلك قولهم: "لم يختلف فيه اثنان" بأنّ المراد به الاتفاقُ لا العدَدُ. ثم ذكرت له ما قاله المؤلف هنا من قوله: "من طبقة واحدة" فقال: لا حاجة إلى هذا التكلف. انتهى كلامه. الفقير إبراهيم".
وجاء في ق في نهايتها كذا: "انتهى. نُقِل من خط ... ". ويحيى بن محمد الشّاوي هو: فقيه مالكي (ت ١٠٩٦ هـ) انظر: المحبي، خلاصة الأثر، ٤/ ٤٨٦؛ كحالة، مؤلفين، ١٣/ ٢٢٧. ولمزيد من التفاصيل عن عبارة الذهبي وشرحها انظر: تعليق عبد الفتاح أبو غدة، على: المتكلمون، ص ١٤١ - ١٤٤؛ وفي تعليقه أيضًا على: اللكنوي، الرفع والتكميل، ص ٢٨٦ - ٢٩٠.
(٥) انظر: ابن حجر، نزهة النظر، ص ٧٣.
(٦) في أ: الأول والمثبت من باقي النسخ.

<<  <   >  >>