للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مِنْ بابِ ((التَّعَلُّلِ)) (١)، الذي هُوَ التَّشاغلُ والتَّلَهِّي، ومنهُ: تعليلُ الصَّبِيِّ بالطَّعامِ كما ذَكَرَهُ هُوَ أيضاً (٢).

أمَّا ((معلولٌ)) فموجودٌ، وبهِ عَبَّرَ شيخُنا (٣)، بلْ قالَ: إنَّهُ الأولى؛ لأنَّهُ وقَعَ في عباراتِ أهلِ الفَنِّ، مَعَ ثُبُوتِهِ في اللُّغَةِ - أي: ومَنْ حَفِظَ حُجَّةٌ على مَنْ لَمْ يَحْفَظْ - لَكِنَّ الأعرفَ: أنَّ فِعْلَهُ ثلاثيٌّ مزيدٌ، فالأجودُ: ((الْمُعَلُّ)) كما قالَهُ النَّاظِمُ، وإنْ كانَ المعلولُ أولى، لِمَا مَرَّ.

(وهْيَ) أي: العِلَّةُ الخفِيَّةُ، (عِبارَةٌ عَنَ اسبابٍ) - بدرجِ الهمزةِ - جَمْعُ سَبَبٍ، وهوَ لغةً: ما يُتَوَصَّلُ بهِ إلى غيرِهِ (٤).

واصْطِلاَحاً: ما يَلْزَمُ مِنْ وجودِهِ الوجودُ، ومِنْ عَدَمِهِ العدَمُ (٥).

(طَرَتْ) - بحذفِ الهمزةِ تخفيفاً (٦) - أي: طَلَعَتْ، بمعنى: ظهَرَتْ للنَّاقِدِ (فيها) أي: الأسبابِ، (غُمُوضٌ وخَفَاءٌ)، العطفُ فيهِ عطفُ تفسيرٍ، (أثَّرَتْ) أي: قَدَحَتْ في قَبولِ الحديثِ.

(تُدْرَكُ) أي (٧): الأسبابُ، أو العِلَّةُ بعدَ جَمْعِ طُرُقِ الحديثِ، والفحصِ عنها

(بالخِلاَفِ والتَّفَرُّدِ) أي: بمخالفةِ راويهِ لغيرِهِ، مِمَّنْ هوَ أحفظُ وأضبطُ، أو أكثرُ عدداً، وبتَفَرُّدِهِ بهِ بأنْ لَمْ يُتابَعْ عليهِ، (مَعَ قرائِنَ تُضَمُّ) لِمَا ذُكِرَ.

(يَهْتَدِيْ) بمجموعِ ذلكَ (جِهْبَذُها) (٨) بذالٍ معجمةٍ - أي: الحاذقُ في هذا


(١) في (ع): ((التعليل)).
(٢) أي: الحافظ العراقي وكلامه في التقييد: ١١٧، وانظر: الصحاح ٥/ ١٧٧٤، واللسان ١١/ ٤٦٩ (علل).
(٣) عنى بذلك الحافظ ابن حجر، وقد استعمل هذا الاسم في كتابه النكت٢/ ٧١٠، ثم إنه قد سمّى كتابه: "الزهر المطلول في معرفة المعلول"، كذا ذكره السخاوي في فتح المغيث١/ ٢٤٤، وذكره السيوطي في تدريب الراوي ١/ ٢٥٨ باسم "الزهر المطلول في الخبر المعلول"، ومثله في الباعث الحثيث ١/ ١٩٩، وانظر: تعليق محقّقه.
(٤) انظر: الصحاح ١/ ١٤٥، ولسان العرب ١/ ٢٤٧.
(٥) انظر: التعريفات للجرجاني: ٦٨، والبحر المحيط ٥/ ١١٥.
(٦) انظر: شرح التبصرة والتذكرة ١/ ٣٦٧.
(٧) في (ع) و (ق): ((أي تلك)).
(٨) جمع جهبذ وهو النّقّاد الخبير بغوامض الأمور، العارف بطرق النّقد. انظر: تاج العروس ٩/ ٣٩٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>