للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مَعْرِفَةُ الثِّقَاتِ والضُّعَفَاءِ (١)

٩٧٩ - وَاعْنِ بِعِلْمِ الجَرْحِ وَالتَّعْدِيْلِ ... فَإِنَّهُ المِرْقَاةُ لِلتَّفْصِيْلِ (٢)

٩٨٠ - بَيْنَ الصَّحِيْحِ وَالسَّقِيْمِ وَاحْذَرِ ... مِنْ غَرَضٍ، فَالجَرْحُ أَيُّ خَطَرِ

٩٨١ - وَمَعَ ذَا فَالنُّصْحُ حَقٌّ وَلَقَدْ ... أَحْسَنَ يَحْيَى فِي جَوَابِهِ وَسَدْ

٩٨٢ - لأَنْ يَكُونُوا خُصَمَاءَ لِي أَحَبْ ... مِنْ كَوْنِ خَصْمِي المُصْطَفَى إذْ لَمْ أَذُبْ

٩٨٣ - وَرُبَّمَا رُدَّ كَلاَمُ الجَارِحِ ... كَالنَّسَئِيْ فِي أَحْمَدَ بنِ صَالِحِ

٩٨٤ - فَرُبَّمَا كَانَ لِجَرْحٍ مَخْرَجُ ... غَطَّى عَلَيْهِ السُّخْطُ حِيْنَ يُحْرَجُ

(واعنِ) أي: اجعلْ من عِنايتكَ اهتمامَك (بِعِلْمِ الجَرْحِ) أي: التَّجريحِ (والتَّعْدِيلِ) في الرُّواةِ، ونحوِهِم (فإنَّهُ المِرْقَاةُ) أي: مَحَلُّ الرقي (للتفصيلِ بينَ الصحيحِ، والسقيمِ) أي: الضَّعيفِ من الحديثِ.

وفي كُلٍّ مِنْهُما تصَانيفُ كَثيرةٌ.

(واحذَرِ) أيُّها المتصدِّي لذلك، (مِنْ غَرَضٍ) قبيحٍ يَحْمِلُك عَلى التَّحَامُلِ والافتراءِ، فَذلِكَ شَرُّ الأمورِ التي تَدْخلُ عَلَى المتَصدِّي لِذلِكَ.

(فَالجَرحُ) والتعديلُ كُلٌّ منهما خطرٌ؛ لأنَّ من جَرَّحَ أو عَدَّلَ بغيرِ تثبُّتٍ، كَانَ كالمثبتِ حُكمَاً لَيْسَ بثابتٍ، وَذَلِكَ في الجرحِ (أيُّ: خَطَرِ) - بفتحِ الخاءِ، والطّاءِ - مَنْ ((خَاطَرَ بِنَفْسِهِ)) أي: أشْرفَ عَلى هَلاكِهَا، والداخلُ فيهِ هَالِكٌ دنيا وأخرَى.


(١) انظر في ذلك:
معرفة أنواع علم الحديث: ٥٧٠، والإرشاد ٢/ ٧٧٢ - ٧٨٦، والتقريب: ١٩٧ - ١٩٨، والمنهل الروي ١٣٧، واختصار علوم الحديث: ٢٤٢ - ٢٤٣، والشذا الفياح ٢/ ٧٣٩ - ٧٤٣، والمقنع ٢/ ٦٥٧ - ٦٦١، وشرح التبصرة والتذكرة ٣/ ٢٧٧، وفتح المغيث ٣/ ٣١٤ - ٣٣٠، وتدريب الراوي ٢/ ٣٦٨ - ٣٧٠، وشرح السيوطي عَلَى ألفية العراقي ٢٧٠، وتوضيح الأفكار ٢/ ٥٠٠ - ٥٠٢.
(٢) في (ب) و (ج‍) من متن الألفية و (ق) من الشرح: ((للتفضيل)).
(٣) في (م): ((المسلم)).
(٤) الاقتراح: ٣٤٤.
(٥) انظر: الرفع والتكميل: ٥٦ فما بعدها.
(٦) أخرجه ابن عدي في مقدمة الكامل ١/ ١٨٦، والخطيب في الكفاية (٩٠ ت، ٤٤ هـ‍).
(٧) الضعفاء والمتروكون للنسائي (٦٩)، وفيه: ((ليس بثقة)).
(٨) الإرشاد ١/ ٤٢٤.
(٩) الميزان ١/ ١٠٣ الترجمة (٤٠٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>