للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(وَمِنْهُ) أي: مِنَ الضَّرْبِ الثَّالِثِ مِنَ رِوَايَةِ الأكابِرِ عنِ الأصاغِرِ: (أَخْذُ الصَّحْبِ) أي: الصَّحَابَةِ (عنْ تابعٍ) لَهُمْ، (كَ‍) ‍رِوَايَةِ (عِدَّةٍ) مِنْهُمْ، فِيْهِمْ العَبَادِلَةُ الأرْبَعَةُ، وعُمَرُ، وعَلِيٌّ، وأنسٌ، وَمُعَاوِيَةُ، وأبو هُرَيْرَةَ، (عَنْ كَعْبِ) الأَحْبارِ.

رِوَايَةُ الأَقْرَانِ (١)

(رِوَايَةُ الأقْرَانِ) بأَنْ يَرْوِيَ الشَّخْصُ عَنْ قَرينِهِ، وَهِيَ نَوْعٌ لَطيفٌ، وَمِن فَوائِدِ مَعْرِفَتِهِ: الأمْنُ من ظَنِّ الزِّيَادَةِ في السَّنَدِ.


(١) رواية الأقران، ويسمى بالمدبج، والمدبج بضم الميم، وفتح الدال المهملة وتشديد الباء الموحدة المفتوحة، وآخره جيم، قال الحافظ العراقي في التقييد: ٣٣٤: ((ما المناسبة المقتضية لتسمية هذا النوع بالمدبج؟ ومن أي شيء اشتقاقه؟ لَمْ أرَ من تعرض لِذلِكَ إلا أن الظاهر أنَّهُ سمي بِذَلِكَ لحسنه فإن المدبج لغة هُوَ المزين. قَالَ صاحب المحكم الدبج النقش والتزيين فارسي معرب قَالَ: وديباجة الوجه حَسَن بشرته، ومنه تسمية ابن مَسْعُود الحواميم ديباج القُرْآن، وإذا كَانَ هَذَا مِنْهُ، فإن الإسناد الذي يجتمع فِيهِ قرينان أو أحدهما أكبر والآخر من رِوَايَة الأصاغر عن الأكابر إنما يقع ذَلِكَ غالباً فِيْمَا إذا كانا عالمين أو حافظين أو فِيْهِمَا أو في أحدهما نَوْع من وجوه الترجيح حَتَّى عدل الرَّاوِي عن العلو للمساواة أو النزول لأجل ذَلِكَ فحصل للإسناد بِذَلِكَ تحسين وتزيين كرواية أحمد بن حنبلٍ عَنْ يَحْيَى بن مَعِيْنٍ، ورواية ابن مَعِيْنٍ عَنْ أحمد وإنما يقع رِوَايَة الأقران غالباً من أهل العِلْم المتميزين بالمعرفة، ويحتمل أن يقال: إن القرينين الواقعين في المدبج في طبقة واحدة بمنزلة واحدة فشبها بالخدين، فإن الخدين يقال لهما الديباجتان كما قاله صاحب المحكم والصحاح، وهذا المعنى يتجه على ما قاله الحاكم وابن الصلاح إن المدبج مختصٌ بالقرينين، ويحتمل أنَّهُ سمي بذلك لنزول الإسناد، فإنهما إن كانا قرينين نزل كل منهما درجة، وإن كان من رواية الأكابر عن الأصاغر نزل درجتين، وقد روينا عن يحيى بن معين، قال: الإسناد النازل قرحة في الوجه، وروينا عن علي بن المديني وأبي عمرو المستملي قالا: النزول شؤمٌ، فعلى هذا لا يكون المدبج مدحاً له ويكون ذَلِكَ من قولهم رجل مدبج قبيح الوجه والهامة حكاه صاحب المحكم، وفيه بعد. والظهر أنَّهُ إنما هو مدح لهذا النّوع أو يكون من الاحتمال الثاني، والله أعلم)). انتهى وانظر المستدرك ٢/ ٤٣٧، والجامع لأخلاق الراوي ١/ ١٢٣، ١٢٤، والصحاح ١/ ٣١٢، ولسان العرب ٢/ ٦٥، ونزهة النظر: ١٦٠ وفتح المغيث ٣/ ١٦٠، وتدريب الراوي ٢/ ٢٤٧.
وانظر في المدبج:
معرفة علوم الحَدِيْث: ٢١٥ - ٢٢٠، ومعرفة أنواع علم الحَدِيْث: ٤٨٠، والإرشاد ٢/ ٦٢٠ - ٦٢٢، والتقريب: ١٦٨، والاقتراح: ٣١١ - ٣١٣، واختصار علوم الحديث: ١٩٧، والشذا الفياح ٢/ ٥٤١ - ٥٤٦، والمقنع ٢/ ٥٢١ - ٥٢٣، وشرح التبصرة والتذكرة ٣/ ٧٦ - ٧٩، ونزهة النظر: ١٥٩ - ١٦٠، وطبعة عتر: ٦١ - ٦٢، وفتح المغيث ٣/ ١٦٠ - ١٦٢، وتدريب الراوي ٢/ ٢٤٦ - ٢٤٨، وتوضيح الأفكار ٢/ ٤٧٥ - ٤٧٦، وتوجيه النظر ١/ ٤٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>