للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَلأنهُ رُبَّمَا يَكُونُ الشَّيْءُ واضِحاً عِنْدَ قَومٍ مُشْكِلاً عِنْدَ آخرِينَ، بَلْ رُبَّمَا يظنُّ لبراعَتِهِ الْمُشْكِلَ واضِحَاً، ثُمَّ يشكِلُ عَلَيْهِ بَعْدُ.

وَرُبَّما يقعُ النِّزاعُ في حُكمٍ مُسْتنبطٍ مِن حَدِيثٍ يَكُونُ مُتَوَقِّفاً عَلَى إعْرابِهِ، كحديثِ: ((ذكَاةُ الْجَنِيْنِ ذكَاةُ أمِّهِ)) (١).

فالجمهورُ، كالشافعيةِ، والمالكيةِ (٢)، وغيرِهما، لا يُوجِبونَ ذكاتَهُ بناءً على رفعِ ((ذكاةُ أُمِّهِ)) بالابتدائيةِ أَوْ (٣) الْخَبريةِ، وَهُوَ الْمشهورُ في الرِّوَايَةِ. وغيرُهم كالحنفيةِ يوجبونَها بناءً عَلَى نَصْبِ ذَلِكَ عَلَى التَّشبيهِ أي: يُذكى مثلَ ذكاةِ أمِّهِ (٤). وكحديثِ: ((لاَ نُوْرَثُ مَا تَرَكْنَاهُ صَدَقَةٌ)) (٥).

فالسنِّي يرفعُ (٦) ((صدقةٌ)) بالخبريةِ؛ لأنَّ الأنبياءَ عَلَيْهِمُ الصلاةُ والسلامُ لايورثونَ.


(١) أخرجه عبد الرزاق (٨٦٤٩)، وابن أبي شيبة (٣٦١٣٩)، وأحمد ٣/ ٣١ و ٣٩ و٥٣، وأبو داود (٢٨٢٧)، وابن ماجه (٣١٩٩)، والترمذي (١٤٧٦)، وابن الجارود (٩٠٠)، وأبو يعلى (٩٩٢)، وابن حبان (٥٨٩٨)، والدارقطني ٤/ ٢٧٢ و ٢٧٣ و ٢٧٤، والبيهقي ٩/ ٣٣٥، والبغوي (٢٧٨٩) من طريق أبي الوداك، عن أبي سعيد، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقال الترمذي: ((حسن)). وله طريق آخر عند أحمد ٣/ ٤٥ من طريق عطية العوفي، عن أبي سعيد.
(٢) انظر: شرح التبصرة والتذكرة ٢/ ٢٠٢.
(٣) في (م) و (ق): ((و)).
(٤) انظر في المسألة: الإلماع: ١٥٠، وتهذيب الأسماء واللغات ٣/ ١١١، والنهاية ٢/ ١٦٤، وفيض القدير ٣/ ٥٦٣، وعون المعبود ٣/ ٢٣، وبذل المجهود ١٣/ ٦٨ - ٦٩، وسبل السلام ٤/ ١٨٥٥ - ١٨٥٦، ونيل الأوطار ٨/ ١٤٥ - ١٤٦.
(٥) أخرجه عبد الرزاق (٩٧٧٢)، وابن سعد في الطبقات الكبرى ٢/ ٣١٤، وأحمد ١/ ٢٥ و٤٧ و٤٨ و٤٩ و٦٠ و١٦٢ و١٦٤ و١٧٩ و١٩١ و٢٠٨، والبخاري ٤/ ٩٦ (٣٠٩٤) و٥/ ١١٣ (٤٠٣٣) و٧/ ٨١ (٥٣٥٨) و٨/ ١٨٥ (٦٧٢٨) و٩/ ١٢١ (٧٣٠٥)، ومسلم ٥/ ١٥١ (١٧٥٧) (٤٩) و١٥٣ (١٧٥٧) (٥٠)، وأبو داود (٢٩٦٣) و (٢٩٦٤)، والترمذي (١٦١٠)، والبزار (٢) و (٥١٨)، والمروزي في مسند أبي بكر (٢)، والنّسائيّ ٧/ ١٣٥، وأبو يعلى (٢) و (٣) و (٤)، والطحاوي في شرح المعاني ٢/ ٥، وابن حبان (٦٦١٧)، والبيهقي ٦/ ٢٩٧و٢٩٨، والبغوي (٢٧٣٨). عن أبي بكر وعمر. ويروى هذا الحديث عن عائشة ومالك بن أوس بن الحدثان وأبي هريرة.
(٦) في (ص): ((يرى)).

<<  <  ج: ص:  >  >>