ومن مباحث النكبات الحاصلة للأعيان لا يحملنك قلة من عددنا في الفصل قبله من العلماء الذين تقلصت عنهم الدنيا على توهن انبساط الدنيا على غالبي العلماء أو معظمهم واعتقاد تمتعهم بها، فإن لانحصارهم في العدد المذكور في الفصل قبله أسبابا: منها أنا لم نذكر من العلماء إلا من زويت عنه الدنيا ولم يترجم بزهد وشدة تقشف ورد للدنيا وإعراض عنها، وسقط بذلك طائفة كثيرة مثل الشيخ
[محيي الدين النواوي]
يحيى بن شرف بن مري مع إنه كان لا يأكل إلا أكلة بعد عشاء الأخيرة، ولا يشرب إلا شربة واحدة عند السحر، ولا يشرب الماء المبرد، ولا يأكل من فاكهة دمشق معللا ذلك بأن الأوقاف والأملاك للمحاجير فيها كثيرة والتصرف لهم ولا يجوز إلا على وجه الغبطة والمعاملة فيها على وجه المساقاة، وفيها خلاف والناس لا يفعلونها إلا على جزء من ألف جزء للمماليك، وكان لا يدخل الحمام ولم يتزوج ولم يشرب الفقاع، ومأكله كعك يابس وتين حوران يأتيه به أبوه وملبسه الثياب المرقعة. توفي سنة ٦٧٦.
[السهروردي]
صاحب عوارف المعارف إمام وقته لسانا وحالا وعلما عملا، مع إنه عمي في آخر عمره واقعد ومات ولم يخلف كفنا. توفي سنة ٦٣٢.
[والحسن بن العباس السرخسي]
الأصفهاني مع إنه كان يسمع عليه الحديث وهو في رثاثة من الملبس والمفرش بحيث لا يساوي طائلا كما ذكره ابن كثير في طبقاته. توفي سنة ٥٦١
[إبراهيم بن إسحاق]
ابن بشير أبو إسحاق الخوي أحد الأئمة في الفقه والحديث وغير ذلك، إمام مصنف عالم يقاس بالإمام أحمد شيخ الدارقطني، كان يقول: الرجل الذي يدخل غمه على نفسه