محمد بن علي بن عمر بن الجبان الأصفهاني أبو منصور، أحد حساب الري وعلمائها الأعيان، جيد المعرفة باللغة، ومن تصانيفه كتاب أبنية الأفعال وكتاب الشامل في اللغة وهو كتاب كبير وشرح الفصيح وهو حسن. قال ياقوت: وجدت خطه على كتاب الشامل له، وقد كتبه في سنة ٤١٦. ذكره يحيى بن مندة فقال: بينه وبين الصاحب بن عباد مكاتبات، وعلق غلاما من الديلم يقال له التركاني، فاتفق للغلام إنه عزم على الحج فلم يجد ابن الجبان بدا من موافقته ومرافقته، فلما
بلغا الميقات وأحرما وأخذا في التلبية قال ابن الجبان (لبيك اللهم لبيك والتركاني ساقني إليك) وكان هجيراه:
يا نسيم الروض في السحر ... وشبيه الشمس والقمر
إن من أسهرت ليلته ... لقرير العين بالسهر
ثم ابتلى بفراقة فكتب إليه:
يا وحشني لفراقكم ... أترى يدوم على هذا
الموت والأجل المتا ... ح وكل معضلة ولا ذا
نقلت هذه الترجمة من خط الشيخ نور الدين الأبياري.
[السهيلي]
عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد أبو القاسم وأبو زيد وأبو الحسن الخثعمي السهيلي الأندلسي المالقي النحوي الحافظ. ناظر علي بن الحسن ابن الطراوة في كتاب سيبويه وسمع منه كثيرا من كتب اللغة، ذكر إنه استخرج الروض الأنف من نيف وعشرين ومائة ديوان، وله كتاب التعريف والإعلام بما أبهم في القرآن، وكتاب شرح آية الوصاية وشرح الجمل ولم يتمه، واستدعي إلى مراكش ليسمع بها وبها توفى. قال ابن خلكان: وكان يتسوغ بالعفاف ويتبلغ بالكفاف حتى نمى خبره إلى صاحب مراكش فطلبه وأحسن إليه وأقام بها نحو ثلاثة أعوام، ثم توفي سنة ٥٨١.