للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[نفطويه]

إبراهيم بن عرفة أبو عبد الله النحوي المعروف، أخذ العربية المبرد وثعلب ومحمد بن الجهم، وخلط نحو الكوفة بنحو البصرة، وتفقه على مذهب داود بن علي الظاهري، ومن تصانيفه كتاب التاريخ، غريب القرآن، المقنع في النحو، المصادر، الوزراء. وغير ذلك. وكان مع كونه من أعياء العلماء غير مكترث بإصلاح نفسه، وكان يفرط به الصنان فلا يعره، وحضر يوماً مجلس وزير المقتدر حامد بن العباس، فتأذى هو وجلساؤه من صنانه فطلب الوزير مرتكا فبدأ بنفسه وأداره على الجماعة فتمرتكوا وفطنوا مراده، فقال نفطويه: لا حاجة لي به. فراجعه فأبى فاحتد حامد وقال: عاض كذا من أمه إنما تمرتكنا من أجلك فإنا تأذينا بصنانك قم لا أقام الله لك وزنا، أخرجوه وأبعدوه ببغداد. توفي سنة ٣٢٣ ولقب نفطويه لرمامته وأذيته تشبيها بالنفط.

[إمام الأئمة ابن خزيمة]

محمد بن إسحاق بن خزيمة إمام الأئمة أبو بكر السلمي النيسابوري المجتهد المطلق البحر العجاج، روى عن خلائق وروى عنه الأئمة البخاري ومسلم ويحيى بن محمد بن صاعد وغيرهم. قال الحاكم: سمعت أبا عمرو ابن إسماعيل يقول: كنت في مجلس ابن خزيمة فاستمد مدة فناولته القلم بيساري إذ كانت يميني قد اسودت من الكتابة، فلم يأخذ القلم وأمسك فقال بعض أصحابه: لو ناولت الشيخ بيمينك فقد امتنع من أن يأخذ من يسارك، فأخذت القلم وناولته إياه فأخذه مني. وقد أطال الحاكم في تاريخ نيسابور ترجمته بما لا مزيد على حسنه. قال السبكي في الطبقات قال أبو أحمد الدرامي: كان له قميص يلبسه وقميص عند الخياط، فإذا فرغ الذي يلبسه وهبه وغدوا إلى الخياط وجاءوا بالقميص الآخر، وقيل له

يوما: لو حلقت شعرك في الحمام؟ فقال: لم يثبت عندي إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل حماما قط ولا حلق شعره إنما تأخذ شعري جارية بالمقراض. توفي سنة ٣١١.

<<  <   >  >>