فقال: إنه أحب أن يتخلى فجاءه فارس بيده رمح في الهواء وقال: قم فأدرك الحسن وأصحابه فإنهم في المسجد الفلاني جياعا. توفي سنة ٣٠٣.
[بشر بن غياث]
أبو عبد الرحمن المرسي المتكلم، شيخ المعتزلة واليه تنسب الطائفة المرسية، راج عند المأمون وحظي عنده. كان لا يحسن النحو وكان يلحن لحنا فاحشا كما قاله ابن كثير. توفي في ذي الحجة سنة ٢١٨ وصلى عليه عبيد الشوبيري المحدث فليم في ذلك فقال: إلا تسمعون كيف دعوت له في صلاتي قلت: (اللهم إن عبدك هذا كان ينكر عذاب القبر اللهم فأذقه عذاب القبر، وكان ينكر شفاعة نبيك فلا تجعله من أهلها، وكان ينكر رؤيتك في الدار الآخرة فاحجب وجهك الكريم عنه). وهذا معنى ما قاله بعض السلف من كذب بكرامة لم ينلها - قاله ابن كثير.
[واصل بن عطاء المعتزلي]
أبو حذيفة المعروف بالغزال لملازمته الغزالين، أحد الأئمة البلغاء المتكلمين، وكان يلثغ بالراء فيجعلها غينا، ولكونه قبيح اللثغة في الراء كان يخلص كلامه منها ولا يفطن لذلك أحد لاقتداره على الكلام وسهولة ألفاظه، وإلى ذلك أشار الشاعر بقوله:
وجعلت وصلى الراء لم تنطق به ... وقطعتني حتى كأنك واصل
كان طويل العنق، فنظر إليه عمر بن عبيد فقال من قبل أن يكلمه: لا يصلح هذا ما دامت عليه هذه العنق. توفي سنة ١٣١.
[أبو حاتم الرازي]
محمد بن إدريس بن المنذر أبو حاتم الحنظي الرازي، أحد الحفاظ الأثبات العارفين
بعلل الحديث والجرح والتعديل، وهو قرين أبي زرعة الرازي تغمدها الله برحمته، سمع الكثير وطاف الأقطار والأمصار وروى عن خلق من الكبار، وحدث عنه الربيع بن سليمان ويونس بن عبد الأعلى وهما اكبر منه. قال لابنه عبد الرحمن: يا بني مشيت