أما أن تكتفي طوائف من المسلمين بالدعوة العملية وليس معهم ضوابط مؤصلة ونظريات هادية حاكمة لمسارها فهذا قصور، أو أن تكتفي طوائف من المسلمين بوضع الضوابط والنظريات المؤصلة، ثم إنها لا تبذل جهداً مكافئاً قوياً في تحقيق الخلطة العملية وغشيان المجتمعات فهذا قصور أيضاً، أو أن تأتي طائفة ثالثة بالعجب العجاب وهو الاكتفاء بنقد أهل تلك الطائفتين نقداً لا يقوم على تقدير صحيح لما يبذله أولئك، أو تصور صحيح لما يرونه ويعتقدونه، فهذا جهل بقواعد النقد التقويم، والعجيب أن تلك الطائفة تقيم عملها الإسلامي على محاربة تلك الطائفتين وتجهيل أمرهما، وهذا - تقريباً- هو جلّ عملها.
والغريب أنه ما من جانب من جوانب الحياة تقريباً إلا والقائمون عليه يشترطون فيمن يرغب المشاركة في إدارته - عن طريق التوظيف - خبرة عملية سابقة، فلم لا يشترط ذلك في كل جوانب العمل الإسلامي التي يتاح اليوم لأكثر الناس المشاركة فيها بغير خبرة سابقة ولا تجارب كافية ولا ضوابط حاكمة.