إن مشكلة الترفّه أنه يجلب الحقد: حقد الضعفاء والفقراء ما لم يشعروا بالمواساة الصادقة الكريمة، وقد يكون هذا الحقد من بعض الصالحين الذي يعيشون ظروفاً صعبة، ويلاحظون تمتعك بكل المباحث واللذائذ، وقد يقال: وهل يحق الصالح؟ أقول نعم، قد يَزلّ، وهل هو ملّك أو معصوم؟ نعم إن حقده خطأ، لكن الذي دعاه إليه ما يراه من ترفه وانشغال بالكماليات عند قوم وتضرره هو ومَن على شاكلته حتى لا يكادون يجدون كفايتهم.
إن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يتمتع باللذائذ والمباحاث لكن بقدر، وفي أوقات دون أوقات، ولذائذه ومتعه - صلى الله عليه وسلم - لا تقارن بما عليه كثير من الناس - حتى الصالحين - اليوم في متعهم ولذائذهم، فقد كان - صلى الله عليه وسلم - يحب الحلوى والعسل، وكانت النساء قد حُبِّبن إليه، وحُبِّب إليه الطيب، وكان يحب الكَتِف، ويعرف منه الصحابة رضي الله تعالى عنهم ذلك ويهدون إليه.
وقد يقال: ما للاخشيشان ولموضوع الكتاب: التدريب على العمل الإسلامي؟
وأقول: إن للترف مدخلاً كبيراً في تأخير العمل الإسلامي، بل قد يهدمه، لأن للمترفين شأناً بعيداً عن شأن