ولما أرسل النبي - صلى الله عليه وسلم - معاذاً إلى اليمن قال له:
((ادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله قد افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة في أموالهم تؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم)) (١).
فهذه أمور متدرجة تدرجاً عقلياً صحيحاً، وهي في الوقت نفسه مطالب واضحة محددة كماً ونوعاً.
٢ - الوضوح في المهمة المطلوبة:
إن من المشكلات عند كثير من الدعاة هو عدم فهمهم للمهمة الملقاة على عاتقهم، وعدم معرفتهم بحدود مسؤولياتها في كثير من الأحيان، فتجد الشخص يريد أن يدعو إلى الله تعالى ويتحمس لذلك أشد الحماس لكنه لا يعرف كيف يبدأ ولا متى يبدأ، ولم يجد أحداً يوضح له الطريق على وجه تفصيلي دقيق.
(١) الحديث مختلف في تصحيحه وتضعيفه، وقد أطال ابن القيم رحمه الله تعالى النفس في إثبات صحته، وذكر أيضاً أنه مشهور يستغني بشهرته عن طلب الإسناد له، والله أعلم. انظر: ((إعلام الموقعين)): ١/ ٢٠٢ - ٢٠٣.