للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولما أرسل النبي - صلى الله عليه وسلم - معاذاً إلى اليمن لم يَرْض إلا أن يستخبر منه كيف يقضي، فقال له:

((كيف تصنع إن عرض لك قضاء؟)) قال: بما في كتاب الله.

قال: ((فإن لم يكن في كتاب الله؟)) قال: فبسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

قال: ((فإن لم يكن في سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟)) قال أجتهد رأيي، لا آلو (١).

قال: فضرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صدري، ثم قال: ((الحمد لله الذي وفَّق رسول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما يرضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -)) (٢).

فالنبي - صلى الله عليه وسلم - أرسل معاذا لمهمة محددة بعد أن علَّمه ماذا يصنع، وكيف يعمل إن عرض له أمر يقتضي منه التصرف، فهذا هو عين الحكمة وكمالها، وهو في الوقت نفسه غاية الوضوح والظهور.

أذكر أن أحد الأشخاص أراد أن يدعو إلى الله تعالى، ولما سأل أحد الدعاة الآخرين أشار عليه بأن يذهب


(١) أي لا أقصر.
(٢) سبق تخريجه.

<<  <   >  >>