إن لك نسماتِ لُطفٍ إذا هَبت على مريض غفلةٍ شَفَتْه، وإن لك نفحاتِ عطف إذا توجهت إلى أسير هوىً أطلقته، وإن لك عنايات إذا لاحظت غريقاً في بحر ضلالة أنقذته، وإن لك سعادات إذا أخذت بيد شقي أسعدته، وإن لك لطائفَ كرم إذا ضاقت الحيلة لمذنب وسعته، وإن لك فضائل ونعماً إذا تحولت إلى فاسد أصلحته، وإن لك نظرات رحمة إذا نظرت بها إلى غافل أيقظته ... ) (١).
[٨ - وقال بعض الصالحين رحمه الله تعالى]
(اللهم:
يا مؤنسَ القلوب، ويا ساترَ العيوب، ويا كاشفَ الكروب، ويا غافرَ الذنوب، ويا عالم الغيوب، ويا مبلغَ الأمل المطلوب، قد علمتَ ما كان من مسألتي ورغبتي، واعتذاري في خلوتي، واستقالتي من ذلتي، وتنَصُّلي من خطيئتي، وأنت اللهم تعلم همتي، والمطلع على نيتي، والعالم بطويِّتي، ومالك رقبتي، والآخذ بناصيتي، وغايتي في طِلْبتي، ورجائي عند شدتي، ومؤنسي في وحدتي، وراحم عَبرتي، ومقيل عثرتي، ومجيب دعوتي، فإن كنت قصرتُ عما أمرتني، وركبت إلى ما عنه نهيتني، فبحلمك حملتني، وبسترك سترتني، فبأي لسان أذكرك،