وهذا باب كبير، وللقلم فيه سبح طويل. ولو تكلفنا استيعاب الوصايا لألزمنا تكليف ما لا يطاق، وإنما تقدم منها المهم، ونأتي بالجوامع كالتبصرة للناظر، والتنبيه للغافل؛ ومن كان ذا خاطر تفجرت له ينابيعه، وجرت له شعابه.
١ - عهود الخلفاء إلى ولاة العهود وإلا الملوك، وعهود الملوك من الملوك، وكل ذلك في طبقة تتقارب؛ والوصية فيها:
بتقوى الله وإقامة حدوده، والشرع الشريف وتشييد عقوده، والوفاء بعهوده، وأخذ مال الله
بحقه، وصرفه في مستحقه، والاجتهاد على الجهاد، وحسن النظر للأمراء والأجناد، وطوائف العرب والتركمان والأكراد، وغزو أعداء الله برا وبحرا، وقصدهم حيث كانوا بعدا وقربا، ورعاية الرعايا وعمارة البلاد، وتأمين الجواد، وإضافة المهابة التي تقشعر لها عصب الفساد، وعمارة المعاقل والقلاع والحصون والثغور، وحماية الأطراف والمواني، وجمع كلمة الأمة، واستعباد القلوب بالإحسان،