وأول ما نقوله إنه نشأ من بلد الموصل، وحافظ عليه الخلفاء الفاطميون بمصر وبالغوا حتى أفردوا له ديوانا وجرائد بأنساب الحمام؛ وللفاضل محيي الدين بن عبد الظاهر في ذلك كتاب سماه:(تمائم الحمائم).
فأما أول من اعتنى به من الملوك ونقله من الموصل فهو الشهيد نور الدين محمود بن زنكي - رحمه الله - سنة ٥٦٥هـ.
واعلم أن الحمام بمصر قد انقطع تدريجه بالوجه القبلي، وقد كان متصلا إلى قوص وأسوان وعيذاب، ولم يبق الآن منه إلا ما هو من القاهرة إلى الإسكندرية، ومن القاهرة إلى دمياط، ومن القاهرة إلى السويس، ومن القاهرة إلى بلبيس متصلا بالشام.
ومن بلبيس أيضا إلى الصالحية، ومن الصالحية إلى قطيا، ومن قطيا إلى الورادة، ومن الورادة إلى غوة.
ومن غزة إلى بلد الخليل عليه السلام؛ ومن غزة إلى القدس الشريف؛ ومن غزة إلى نابلس.