أما الصفقة الثالثة وهي المعروفة بالشمالية فخدها من القبلة حد ولاية بر دمشق الشامي وبعض الغربي؛ ومن الشرق قرية (جوسية) التي بين القرية المعروفة (بالقصب) من عمل حمص وبين القرية المعروفة بالفيجة من عمل بعلبك؛ ومن الشمال (مرج الأسل) المستقل عن قائم الهرمل حيث يمد (نهر الأرنكا) - وهو العاصي - والبلاد المفردة لطرابلس من كل ما تشامل عن جبل لبنان إلى البحر؛ ومن الغرب ما هو على سمت البحر منحدرا عن صور إلى حد ولاية بر دمشق القبلي والغربي.
وتشتمل هذه الصفقة على خمسة أعمال:
الأول:(عمل بعلبك): وبها القلعة الحصينة الجليلة التي هي من أجل مباني الأرض؛ وغنما بنيت قلعة دمشق على مثالها، وهيهات لا تعد من أمثالها! وأين قلعة دمشق من قلعة بعلبك؟! وحجارتها تلك الجبال الثوابت، وعمدها تلك الصخور النوابت:
قد يبعد الشيء من شيء يشابهه=إن السماء نظير الماء في الزرق
وكانت دار ملك موروثة جليلة الذكر، نبيهة الشأن؛ ومن عشها درج نجم الذين أيوب، والد
الملوك الأيوبية. ولبعلبك ولاية خاصة بها، ومن مضافاتها ولايتان جليلتان